يعتبر الفحص الطبي قبل الزواج درع أمان للأجيال القادمة، بعد حماية الله، إذ يجري من خلاله الكشف عن الأمراض المعدية والوراثية والتي تؤثر على مستقبل الحياة الصحية للأسرة وتبعدها عن كثير من الأمراض والإعاقات التي قد تصيب الأسرة. وأقرت وزارة الصحة في عام 1425ه برنامج الفحص الطبي للمقبلين على الزواج وتم توفيرها في جميع القطاعات الصحية مع إلزام العرسان بالخضوع للفحص حرصا على سلامتهم وسلامة الأجيال القادمة من بعض الأمراض وتطور البرنامج ليشمل تحاليل جديدة عدة مثل نقص المناعة والأمراض المعدية. لكن للأسف لم يتوسع البرنامج ويتطور ليشمل الكشف على الأمراض النفسية والإدمان، على الرغم من أهمية هذا الإجراء على استقرار الحياة الأسرية بين الزوجين وعلى الأطفال، لأنها لا تقل أهمية عن الأمراض المعدية، فاكتشاف أحد الزوجين مصابا بمرض نفسي أو إدمان سبب رئيسي لتدمير الأسرة وعدم استقرارها وتشتيت الأطفال وربما إصابتهم بالأمراض النفسية أو الإدمان لعيشهم في داخل هذا الصراع الأسري، والبيئة غير الصحية وتحت هذه الضغوط غير الطبيعية، ما ينتج عنه العنف والتفكك الأسري وزيادة نسبة الطلاق والتي وصلت في السعودية إلى 45%، وتعد الأمراض النفسية والإدمان أحد العناصر الأساسية في زيادتها. وتختلف نسبة الأمراض النفسية من شخص لآخر، فمنها الأمراض البسيطة التي يمكن علاجها مثل الاكتئاب البسيط أو الرهاب أو اضطراب الشهية الخ، وهناك أمراض نفسية تحتاج إلى تدخل طبي وعناية مستمرة يجب التنويه عنها، ويجب ألا يكون هناك غش وخداع بين الزوجين بعدم الإفصاح عن الوضع الصحي والنفسي في ما بينهم. ومن الملاحظ عند التقدم للعمل في بعض الوظائف تؤخذ عينة من البول أو الدم للكشف عن تعاطي المخدرات وأيضا اللاعبون الرياضيون، تؤخذ عينات منهم للتأكد من عدم تعاطيهم أي منشطات تمنحهم الطاقة، لبذل مزيد من النشاط أثناء اللعب، وأيضا يمكن الكشف عن الحالة النفسية للمقبلين على الزواج بوضع بعض الأسئلة الخاصة والتي توضح الوضع النفسي للمقدمين على الزواج، ويعتبر في الغرب عملية مراجعة العيادة النفسية شيئا عاديا مثل مراجعة أي عيادة أخرى، ولا يحمل الوصمة الاجتماعية نحو الأفراد، كما يحدث في بعض مجتمعاتنا، لذا لا بد من إدراج الكشف عن الإدمان والأمراض النفسية ضمن برنامج فحص المقبلين على الزواج، لسلامة وحماية واستقرار حياة الأسرة والأطفال. [email protected]