دعا قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر القوات العسكرية إلى تلقين حكومة الوفاق والمليشيات الموالية لها درسا قاسيا. ودعا حفتر، في رسالة إلى قواته تلاها المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري في وقت متأخر مساء (الأحد)، الضباط والجنود والمقاتلين إلى تلقين العدو درسا أعظم وأكبر من الدروس السابقة بقوة وثبات، حتى يتم اجتثاثه من أرضنا الحبيبة، مشددا على ضرورة الالتزام والمحافظة على أرواح المدنيين وممتلكاتهم. وقال حفتر في رسالته: «يجب على القوات في حالة انسحاب العدو مطاردته باندفاع قوي، وعدم السماح له بالهروب والقضاء عليه، وعلى القوات الجوية متابعة ذلك». وتأتي رسالة حفتر في وقت كانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا قد دعت أطراف القتال إلى التزام هدنة إنسانية لمدة أسبوع. وبعد مرور شهر على إطلاق عملية تحرير طرابلس من الإرهاب، برزت خلافات كبيرة بين المليشيات المسلحة بالعاصمة، كشفت حجم العداوات والانقسامات الكبيرة فيما بينها، وفضحت «التحالف المزيف» لقتال الجيش. وشهدت الساعات الأخيرة وقوع خلافات كبيرة بين مليشيات مصراتة، بقيادة صلاح بادي قائد كتيبة «لواء الصمود»، ومليشيات ثوار طرابلس، التي يقودها هيثم التاجوري. وبدأت تظهر شعارات في العاصمة مناهضة لوجود مليشيات مصراتة في طرابلس. وخلال السنوات الماضية، تصدرت الخلافات بين المليشيات المسلحة في مدن الغرب الليبي واجهة الأحداث، بعدما تطورت إلى مواجهات دامية لأسباب مختلفة. وبرزت الخلافات بين المليشيات المنحدرة من طرابلس التي تقودها «قوات الردع وكتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي» الداعمة لحكومة الوفاق، والمليشيات الدخيلة على العاصمة، وتتمثل في مليشيات مصراتة، التي يوجد فيها تحالف لكتائب إسلامية أبرزها «مليشيات الصمود» و«كتيبة الحلبوص» و«ميليشيات 166» و«القوة المتحركة» و«القوة الثالثة» و«كتيبة شريخان»، وكذلك مليشيات مدينة الزنتان التي توجد بينها وبين مليشيات مصراتة عداوة كبيرة، إلى جانب مليشيات مدينتي الزاوية وصبراتة، اللتين تنشطان أساسا في مجال تهريب المهاجرين والوقود. وتشمل الخلافات مليشيات العاصمة، خصوصا بين مؤيدي حكومة الوفاق ومعارضيها، الذين يتشكلون من أتباع مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني. وحاولت حكومة الوفاق تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية بالعاصمة التي تستهدف إرساء الأمن بقوة شرطة وأمن نظاميين، واحتواء المليشيات المسلحة، إلا أنها أخفقت في تطبيقها بسبب الفوضى التي تعيشها المليشيات واختلاف توجهاتها ومصالحها.