أطلق سمو أمير المدينةالمنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول مبادرة خير أمة التي تهدف لنشر وتعزيز مجموعة من القيم الأخلاقية المستمدة من القيم الإسلامية والحضارية والإنسانية بين أفراد المجتمع المديني! في الحقيقة هذه المبادرة أشبه بشجرة تثمر قبل حتى أن تغرس، فالقيم والمعاني والأخلاق التي تحمل عناوينها وتشتمل مضامينها وتعمل على نشرها وتعزيزها متجذرة ومتوارثة في مجتمعنا، فهي جزء أصيل من هويتنا الحضارية والثقافية، فهي إذن شجرة تغرس في أرضها الخصبة، التي شهدت مولد الرسالة العظيمة وإنبلاج النور الساطع، وقيام المجتمع النبوي! المبادرة التي تضمنت 12 هدفا لنشر وتعزيز قيم وأخلاق الرحمة والأمانة والإخلاص وبر الوالدين والعدل والحياء وحق الجار والصدق والنزاهة والعطاء والاحترام والمواطنة تتيح لمؤسسات وأفراد المجتمع المشاركة في برامج ومبادرات تثري القيم المجتمعية الحميدة وتسهم في بناء المجتمع وتعزيز معاييره الأخلاقية! وبرأيي أنها مبادرة خلاقة يجب أن تمتد مظلتها لتشمل جميع مناطق المملكة وتكون مشروعا وطنيا شاملا، وأن يتم دعمها بسخاء لتحقيق أهدافها، فنحن أمام مشروع يعزز الهوية الإنسانية والحضارية والأخلاقية لمجتمع لطالما شكلت مكارم الأخلاق جزءا من هويته المتوارثة، وفي هذا العصر الذي يشهد العالم فيه أحد أكثر مراحل التحول سرعة والتغيير حدة، من المهم أن نعزز هوية قيمنا الأخلاقية ونذكر بجذورنا التي نستمد منها ثباتنا وصلابتنا واعتزازنا!