يأتي إعلان المملكة والإمارات عن تقديم دعم للشعب السوداني بقيمة 3 مليارات دولار، من خلال حزمة مشتركة من المساعدات، ليؤكد حرص الدولتين على المضي قدما في مساعدة الشعوب، التي لا تزال تعاني من الحروب والصراعات والخلافات، التي أضرت باقتصاد دولها، وأثرت على الحياة المعيشية للملايين فيها. ويعبّر الدعم المشترك من المملكة والإمارات عن سعي الدولتين إلى استقرار الأوضاع في السودان، وتجاوز الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب السوداني، الذي ينشد الأمن والاستقرار، وعودة الحياة إلى أفضل مما كانت عليه من منطلق إنساني جبلت عليه الدولتان، اللتان سجلتا وعلى مدى العقود الماضية الكثير من المواقف الإنسانية، في اليمن وفلسطين وباكستان وأفغانستان والعراق وغيرها من الدول التي تعرضت لكوارث طبيعية وصراعات وحروب دموية. ويشير الموقف المعلن من قبل المملكة والإمارات إلى الرؤى المشتركة، والسياسات المتطابقة، والتوجه الواحد تجاه القضايا التي تمر بها المنطقة، وإيمانا بأهمية السودان كدولة محورية في المنظومة العربية لها مواقف مشرفة من حيث محاربة الإرهاب والتطرف، والتصدي للدول الساعية إلى زعزعة الأمن والاستقرار لتنفيذ أجندات مكشوفة ومفضوحة، وتقديرا لمشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في مواجهة محور الشر الإيراني، الذي لا يزال يتغنى بدعمه للمليشيات الحوثية، التي تستهدف أمن المنطقة والملاحة في البحر الأحمر. ويرى عدد من المراقبين أن الدعم السعودي الإماراتي المعلن للسودان منذ بداية الإطاحة بحكم البشير بدءا من زيارة الوفود المشتركة، وإعلان المساعدات الإنسانية سيسهم وبشكل كبير في عودة الاستقرار للسودان الجريح ليتعافى تحت مظلة وطنية واحدة وجامعة، وينهض بدوره كلاعب رئيسي في قضايا المنطقة إلى جانب الشرفاء الذين يسعون جاهدين إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وإطفاء نار الحروب، التي تؤجج لها بعض الأنظمة التي لا يروق لها إلا العيش في مستنقع الإرهاب. ويشير المراقبون إلى أن هذا الدعم المعلن من الدولتين يعد ضمانة حقيقية لمستقبل السودان، وعودة للحياة الطبيعية من خلال إنعاش الوضع الاقتصادي المتردي، وترجمة صادقة للتعاون والتآخي بين الأشقاء، وليعيش الشعب السوداني حياة كريمة.