برهن المعارضة السودانية مشاركتها في الحكومة الانتقالية بحل المجلس العسكري الانتقالي وتشكيل مجلس سيادي مدني، تدخل الأزمة بين الجانبين إلى ما وصفه مراقبون بمرحلة «كسر العظم»، إذ من المقرر أن يستجيب مئات الآلاف من السودانيين لدعوة تجمع المهنيين إلى الخروج في مظاهرات اليوم (الأربعاء) باسم «الموكب الأبيض» من أمام مستشفى الخرطوم التعليمي وحتى قيادة القوات المسلحة. وتطالب المسيرة التي سيتقدمها الأطباء بإطلاق سراح بقية المعتقلين، خصوصا من أبناء دارفور، وجميع الضباط الذين انحازوا إلى الحراك الشعبي. وفي محاولة للضغط على المجلس الانتقالي، استمر الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم أمس لليوم الحادي عشر على التوالي، فيما شدد تجمع المهنيين على أن الاعتصام متواصل حتى تتحقق المطالب الرئيسية التي من بينها محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم من النظام السابق، محذرا من محاولات التخريب المتعمدة ممن أسماهم بأعداء الثورة. وشكا عدد من الأهالي من اختفاء أبنائهم في ظروف غامضة داخل مقر الاعتصام، فيما أكد ناشطون حقوقيون تكرار حادثة اختفاء بعض الشباب. وخلال مشاركته في الاعتصام أمس، قال المتظاهر أحمد نجدي: «الجيش سيحاول مجددا تفريق المحتجين لأنه تحت الضغط، لكننا لا ننوي المغادرة، قد تكون معركة طويلة، لكن علينا أن نناضل من أجل حقوقنا».ولبى آلاف المتظاهرين دعوة التجمع لحماية الثورة، وقد تدفقوا إلى محيط مقر القيادة العامة العسكرية، مؤكدين أن خلع الجيش للرئيس البشير، ووعود المجلس العسكري بتشكيل حكومة مدنية من دون تحديد أي جدول زمني لذلك غير كاف. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله أمس: «إن موسكو تعترف بالسلطات الجديدة في السودان بعد عزل الرئيس عمر البشير». فيما أعلن المجلس الانتقالي إعفاء رئيس القضاء وتعيين يحيى أبو شورة بديلا، وإعفاء النائب العام ونائبه ورئيس النيابة وتكليف الوليد سيد أحمد بتسيير المهام، وتعيين الفريق مرتضى عبدالله والياً مكلفاً لولاية الخرطوم.