جميع أحياء جدة تستقبل ضخ الماء إلى المنازل بفرح وترقب، باستثناء «الربوة6»، بعد أن أصبح تدفق المياه يحطم شبكة الحي الهشة، ويحدث التسربات التي تغمر الشوارع بالمستنقعات، وتحد من تحرك السكان، فضلا عن أنها تنفث عليهم الروائح الكريهة والأوبئة مثل الضنك. ورغم مطالب السكان من شركة المياه الوطنية بتطوير الشبكة والتعهد بصيانتها من حين لآخر، إلا أن المعاناة مستمرة. وحذر السكان من تأثير المياه المتسربة من الشبكة إضافة إلى ارتفاع منسوب الجوفية على أساسات مساكنهم، لافتين إلى أنهم اعتادوا تحطم الأنابيب، في ظل الضخ الكثيف. وأوضح صالح الزبيدي أن تدفق المياه إلى حي الربوة6 ليس مدعاة فرحة وبهجة، كما هو في جميع الأحياء، مرجعا ذلك إلى أنه يضخ بكثافة في الشبكة ويحطم الأنابيب ويؤدي إلى تسربات تنشر المستنقعات في الشوارع، مصدّرة للسكان الروائح الكريهة والحشرات والأوبئة. وبين الزبيدي أن المياه تدفقت في الربوة حتى وصلت شارع الثمانين، مشددا على ضرورة أن تتحرك شركة المياه الوطنية لمعالجة المشكلة، بتطوير الشبكة. وقال: «للأسف لا نعرف الآلية التي تعتمدها شركة المياه الوطنية، في ضخ الماء، فهي تغيب لفترة، وحين تزود النزهة بالمياه، تفعلها بطريقة مبالغ فيها، حتى تحطم الشبكة»، مطالبا بإعادة صيانة الأنابيب ورفع القدرة الاستيعابية لها، حتى تتحمل الضخ الكثيف. وحذر من انتشار المستنقعات في الحي التي ما انفكت تصدّر لهم الأوبئة وفي مقدمتها الضنك، لافتا إلى أن المشكلة تتفاقم منذ 3 أشهر. وأفاد محمد عبدالله الزهراني بأنهم يجدون صعوبة في التحرك في شوارع الحي، بسبب انتشار المستنقعات التي غمرتها، واصفا الآلية التي تعتمدها شركة المياه الوطنية في تزويدهم بأكسير الحياة ب«الغريبة»، فهي تغيب عنهم، وحين ترفدهم بالماء يكون الضخ كثيفا، فوق طاقة الشبكة التي تتحطم وتحدث التسربات فيها. وأكد أنه يعيش معاناة حين يحاول التوجه من منزله إلى المسجد، لانتشار المستنقعات في طريقه، متمنيا من الشركة تطوير الشبكة في الحي لتتمكن من استيعاب تدفق المياه. وبين أن الطلاب والطالبات يعيشون معاناة شديدة أثناء تنقلهم من وإلى المدارس، مشيرا إلى أنهم يضطرون لاستخدام ألواح خشبية، وكثيرا ما يفقدون توازنهم عليهم ويتعرضون للسقوط في المياه الراكدة. ونبه عامر الحربي إلى الخطر الذي يتهدد أساسات المساكن في حي الربوة6 بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وتحطم الشبكة، مطالبا شركة المياه الوطنية والأمانة بالتدخل وإنقاذ الحي من الغرق. وتمنى الحربي أن تعمل الشركة على تطوير شبكة المياه لتتحمل الضخ، مشيرا إلى أن وصول الماء إلى الربوة ليس مبعثا للفرح كما في جميع أحياء جدة، إذ أضحى مصدر إزعاج لهم للمعاناة التي يعيشونها في ظل تحطم الشبكة.