نشر موقع وكالة الأناضول الرسمية التركية أخيراً تقريراً تحليلياً يفيض ألماً من سهام الكتاب السعوديين الشرفاء الذين تصدوا للحملة الإعلامية التركية الشرسة على السعودية وقيادتها وتاريخها.. تلك الحملة التي انطلقت منذ أشهر وما زالت مستمرة بشكل هستيري وغير أخلاقي معتمدة على نشر الأكاذيب والإشاعات لتشويه صورة المملكة دولياً والإساءة لمكانتها طمعاً في سرقة دورها التاريخي كقائدة للأمة الإسلامية. التقرير الذي نشرته الأناضول بعنوان «معاداة الأتراك مرض مزمن في الإعلام السعودي»، والذي كرر اسمي أنا العبد الفقير لعفو ربه «هاني الظاهري» 4 مرات ووصفني بأنني «من الذين يؤمنون بأن لقمة عيشهم من خلال كتابة مقالات ضد تركيا»، ليس هو الأول من نوعه الذي يحاول القفز على الحقائق وادعاء المظلومية بالكذب والتزوير، فجميع مقالاتي التي تناولها ليس فيها ما يدعو لكراهية أو معاداة الشعب التركي الصديق الذي لاعلاقة له فعلياً بجرائم دولة داعش الأولى المسماة ب «الخلافة العثمانية»، بل إن هذا الشعب التركي هو من انتفض عليها وأسقطها لما ذاقه من ويلات منها، وإن كانت في تركيا اليوم أحزاب أو جماعات تريد إحياء تاريخ تلك الدولة الهالكة فهي لا تمثل الإنسان التركي الذي هو أخ لنا في الدين قبل الإنسانية. مشكلة الإعلام التركي الذي اعتاد الكذب والممارسات غير المهنية وغير الأخلاقية ليست مع كاتب سعودي أو صحيفة سعودية وإنما مع السعودية كدولة وقيادة، وهو يعتقد بناء على ذلك أن أي كاتب يرد على الأكاذيب المنشورة فيه ويطرح الحقائق كما هي إنما يفعل ذلك بتوجيه رسمي أو مقابل أموال يتلقاها لفعل ذلك، وهذا أمر يعرف الجميع في السعودية أنه كذب محض وأن السعوديين الشرفاء يدافعون عن وطنهم عشقاً له وحفظاً لصورته ولأنهم قبل كل ذلك أحرار وطنيون لايتبعون أحزاباً أو مشاريع سوداء كما هو حال معظم وسائل الإعلام التركية. إن مشكلتنا ليست مع تركيا الدولة التي نحترمها ونكن لشعبها كل الحب والتقدير بل مع إعلام تركي رخيص يطعننا ليل نهار منذ أشهر بمنتهى الخسة ويشوه صورة بلادنا وقادتنا على المستوى الدولي دون أي تقدير للعلاقات التي تربط البلدين، ونحن ككتاب مستقلين تنعم صحافتنا بالحرية المسؤولة لا ننتظر توجيهاً أو دعماً لندافع عن أنفسنا وبلادنا ولن نتأخرا أبداً عن كشف الحقائق التي يحاول أعداؤنا طمسها أو التلاعب بها، وكما قيل في المثل الشعبي «من طق الباب جاه الجواب»، وعلى من تؤلمه سهام الإعلام السعودي أن لا يضع نفسه في مرماها بدلاً من أن يطعن في الصباح ثم يتباكى في ظلام الليل. وأنا من هنا أعلن وأشهد جميع من يقرأ هذه الكلمات أنني مستعد للتوقف تماما عن كتابة أي شيء يخص تاريخ «الدولة العثمانية» أو الأحزاب التي تدعي وصلاً بها، بشرط أن يتوقف الإعلام المعادي الذي ينطلق من تركيا عن الإساءة للمملكة العربية السعودية وقيادتها، فهل لدى ذلك الإعلام المعادي الشجاعة على الاستجابة لهذه البادرة أم أنه مسير وغير مخيّر؟! * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]