أكد رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) الدكتور توني تشان ل«عكاظ»، أن رؤية الجامعة الموائمة لرؤية المملكة 2030، هي من أولويات (كاوست) في الوقت الحالي، وتعمل على وضع الخطط الاستراتيجية لذلك، والجامعة تسعى إلى إيجاد مناطق المواءمة. وقال خلال المؤتمر والمعرض الدولي الثامن للتعليم العالي في الرياض أمس الأول (الخميس): «لو نظرنا إلى أسس رؤية 2030 بصورة مختصرة في ما يخص قطاع التعليم في المملكة لوجدنا أنها تهدف إلى رفع مستوى التعليم في جميع أنحاء البلاد، ومن ناحية الاقتصاد تحاول الرؤية تنويع مصادر دخل المملكة بعيداً عن النفط وقد تتجاوزه، وبالنسبة لي هذا يعني أن المملكة يجب أن تستثمر في الابتكار والتقنيات، والمواهب الشابة وتأهيلها للمنافسة عالمياً في هذا العصر المتسارع، وتهيئة البيئة المناسبة للشباب ورواد الأعمال للبدء بمشاريعهم وشركاتهم الخاصة». وتابع: «بيئة الابتكار مهمة للغاية، دعوني أقدم لكم هذا المثال، عندما تزورون جناح كاوست في هذا المؤتمر ستجدون معرضاً لشراكاتها العالمية في الابتكار ومنها شراكتنا مع فريق ماكلارين لسباق ال«فورمولا ون»، وفي الحقيقة هم مهتمون جداً بأبحاثنا عن الديناميكية الهوائية التي تلعب دورا في تصميم محركات سيارات الفورمولا ون، وكذلك أبحاثنا الرائدة في تطوير الوقود وعملية الاحتراق، ولا يوجد في كاوست قسم خاص ب«الفورمولا ون» ولكننا نمتلك علماء وباحثين متخصصين في الديناميكية الهوائية وخبراء متميزين في احتراق الوقود كوننا في البلد المنتج الأول للنفط في العالم ولدينا تعاون مع شركة أرامكو، وهذه هي طبيعة العلوم والتقنية الأساسية، حيث تتكشف لك مع الوقت تطبيقات وحلول لم يكن يتوقعها أحد، وعندما بدأنا في تأسيس أبحاث تطوير الوقود والاحتراق كان هدفنا هو تحقيق الفائدة للمملكة في مجال النفط ولم نكن نتوقع أن أبحاثنا ستجتذب شركة سباق للفورميلا ون من خارج المملكة. كما أن تقنياتنا في هذا المجال يمكن تطبيقها أيضاً في أبحاث تغير المناخ، التي يمكن أن تستفيد منها المملكة والعالم كله. وهذا ما نقوم به في كاوست، تقديم العلوم والتقنيات الأساسية وتهيئة المناخ المناسب للطلبة كي يبحثوا عن تطبيقات وحلول للمشاكل الحالية والتحديات المستقبلية». وذكر أن كاوست تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين من رسالتها التي أنشئت لأجلها؛ أولهما تطوير الأبحاث الأساسية والدراسات العليا، وثانيهما التنمية الاقتصادية وصنع التأثير في المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه فخور بتمكن الجامعة في ظل هذا الوقت القصير من تحقيق الكثير من الإنجازات في هدف رسالتها الأول «تطوير الأبحاث الأساسية والدراسات العليا»، كما أنها استطاعت فرض حضورها في الساحة العالمية للأبحاث والتعليم العالي. وأوضح تشان أن لدى كاوست الآن طلبة كثيرين جداً (مقارنة مع السنوات السابقة) يرغبون في تأسيس شركاتهم الناشئة -رواد أعمال شباب- يطمحون إلى الاستفادة من العلوم والمعرفة والتقنيات التي اكتسبوها في كاوست لتمويل شركاتهم وبناء مستقبلهم، مشيراً إلى أن دورهم يركز على تقديم العلوم الأساسية والتدريب اللازم والبيئة المحفزة لهؤلاء الطلبة بحيث يتمكنون من تحقيق أحلامهم والنجاح في حياتهم، ونجاحهم هو نجاح للجامعة وفي المقام الأول نجاح للمملكة العربية السعودية ويصب في مصلحة العالم. وتمنى أن ينظر إلى كاوست على أنها استثمار طويل الأجل للمملكة، بقوله: «نحن نبذل كل جهودنا لنسهم مباشرة في تطور المملكة، ولو نظرنا إلى أفضل الجامعات حول العالم، وكيف أصبحوا يؤثرون على بلادهم؟ لوجدنا أن في غالبيتهم كان هذا التأثير على مدى طويل الأجل وليس مباشراً، وكاوست لاتزال صغيرة بعمرها، فعمر جامعة أوكسفورد على سبيل المثال 900 سنة، ونحن لا نزال بعمر 9 سنوات، ولكننا على يقين من أننا نسير في الاتجاه الصحيح الذي سيمكننا من الوصول إلى المستوى الذي وصلت اليه أوكسفورد ولكن بوقت أقصر بكثير». وشدد على أن كاوست لديها مراكز أبحاث تتناول مواضيع متعلقة بالطاقة وتطوير مصادرها مثل مركز أبحاث الاحتراق النظيف، وكذلك أبحاث ومشاريع كثيرة في المجال مع شركة أرامكو السعودية وفي مجال البتروكيماويات مع شركة سابك وغيرها، لافتاً إلى استمرار الشراكات لتطوير قطاع الطاقة في المملكة وتحقيق رؤية 2030. ما هو هدف «كاوست» على المدى البعيد؟ أوضح رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) الدكتور توني تشان حول «تحول الجامعات السعودية في عصر التغيير» ومساهمة كاوست في هذا التحول، قائلا: «أنشئت كاوست قبل 10 سنوات لتكون جامعة رائدة وجديدة ومختلفة تماماً عن الجامعات الأخرى في المملكة في كونها جامعة أبحاث عالمية للدراسات العليا تهدف لكل ما فيه فائدة للمملكة، ومهدنا الطريق في المملكة لتطوير التعليم العالي، ولكن بالطبع، لدى المملكة العديد من المتطلبات والأولويات مثل إنشاء جامعات شمولية، تطوير التعليم الطبي والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ونحن هنا لا ندعي أننا نقدم كل ذلك ولكن كوننا في بلد كبير ومتنوع كالمملكة، وفي منطقة مهمة جداً في العالم، أصبح هناك حاجة ملحة لتأسيس مؤسسة تعليمية يناط بها دفع آفاق العلوم والمعرفة، وجامعة شمولية يمكنها استيعاب العدد المتزايد والكبير للطلبة وتمكينهم من أن يصبحوا قادة وأكاديميين، وخلق الوظائف وتوظيف المواهب، ولا شك أن المملكة تحتاج أيضاً إلى جامعة بحثية متطورة جداً قادرة على المنافسة عالمياً، وتكون بمثابة منهل فكري يحرك ويقود الابتكار، وهذه هي كاوست وهذا هو هدفها على المدى البعيد».