العلاقات العامة أصبحت تعاني أخيرا من تشويه كبير في دورها وكذلك خلط في أدوارها وأهدافها مما تسبب في إزدواجية كبيرة بين دورها الحقيقي والحيوي وبين مخرجاتها الحالية والإستراتيجية. مع الأسف أن بعضاً من المؤسسات حجمت دور العلاقات العامة ولم يعد لها دور فعال مع الجمهور الداخلي والجمهور الخارجي وأصبح دورها يقتصر على تعليق اللوحات أو تقديم الهدايا والدروع التذكارية فقط، كما خلطت بعض المؤسسات بين دور المراسم والتشريفات وبين دور العلاقات العامة. وفي ظل الحراك التي تشهده بلادنا أعتقد أنه آن الأوان بأن تتم إعادة هيكلة الإدارات الاتصالية وتغيير مسمياتها لدى جميع الجهات الحكومية حتى يتسنى للعاملين بإدارة العلاقات العامة بأن يظهروا من عباءة الدور التشريفي إلى دور أكثر احترافية. وهنا أقترح بأن يتم تغيير مسمى إدارة العلاقات العامة في جميع مؤسسات الدولة إلى إدارة الأتصال المؤسسي لكي تتيح العمل فعلياً بكل احترافية، والشعور بمكانتهم الفعلية والغرض من تغيير المسمى هو محاولة تعديل الصورة النمطية والاقتراب أكثر من تطبيق أهداف المؤسسة اتصالياً. للاتصال المؤسسي دور رئيسي في إبراز صورة المؤسسات والتعريف بدورها في الداخل والخارج وتحقيق أعلى قدر ممكن من التعاون والتنسيق مع الهيئات والجهات ذات العلاقة. وتحويل المعطيات والإنجازات إلى مادةٍ بحثية يستفيد منها منسوبو المنشأة أو الباحثون في أنشطتها بشرح وافٍ وقدرة تعبيرية تعكس الصورة الأمثل لهذه المؤسسات بالإضافة إلى تنمية العلاقات بين المنسوبين بهدف تأصيل الشعور بالانتماء لها. في الحقيقة مخجل جداً هذا الانحدار المعرفي في دور العلاقات العامة ووصولها إلى هذا المستوى ماهو إلا نتاج متوقع لتراكم المفاهيم الخاطئة بدور هذا العلم العظيم وأكثر ما أخشاه مستقبلاً أن يقتصر دور موظفي العلاقات العامة على تقديم القهوة والشاي للضيوف!