فيما تواصل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تطويقها لطرابلس عبر محاور عدة، أحرزت قواته أمس تقدما كبيرا نحو وسط العاصمة، وأصبحت على بعد نحو 12 كيلومترا فقط، بعد أسبوع على إطلاقه عملية عسكرية ل"تحرير" العاصمة من الإرهاب. وقالت مصادر ميدانية إن المعارك على أشدها في محور السواني القريب من منطقة جنزور التي تبعد حوالي 12 كيلومترا غرب طرابلس، وكذلك في منطقة قصر بن غشير الواقعة جنوبها، وسط تقدم كبير لقوات الجيش الليبي وانهيارات كبيرة في صفوف المليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق. وأضاف المصدر أن الجيش تمكن من الاقتراب من وسط المدينة من الجهتين الجنوبية والغربية. وأضاف المصدر أن أصوات القذائف والاشتباكات باتت تُسمع بشكل واضح من وسط المدينة، كما يشاهد تحليق طيران الجو الحربي التابع للجيش الليبي من بعيد. وبعد أسبوع من المعارك، بسط الجيش الليبي سيطرته على مناطق عين زارة وباب العزيزية بالكامل، ووادي الربيع، وجزء من منطقة قصر بن غشير، وسط احتفاء شعبي وترحاب كبير بالقوات التي دخلت هذه المناطق. وقالت مصادر عسكرية إن المعارك تدور بالمدفعية الثقيلة والقذائف. وأفادت أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة سمعت على بعد 10 كيلومترات من المطار.وأكد الصليب الأحمر أن فرقه تمكنت أمس من اخراج مدنيين عالقين في مناطق المعارك. وتم إجلاء حوالى 30 أسرة خصوصا من عين زارة ووادي الربيع جنوبا. بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا. وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة مساء أمس الأول، بدعوة من بريطانيا وألمانيا لمناقشة مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار. وقال غوتيريس بعد إحاطة قدمها خلال الجلسة لمجلس الأمن التي استمرت ساعتين ونصف «نحن بحاجة إلى إعادة إطلاق حوار سياسي جدي». وأضاف «لا يزال الوقت متاحا لوقف إطلاق النار، ووقف الأعمال القتالية، وتجنب وَضع أسوأ قد يكون معركة عنيفة ودموية للسيطرة على طرابلس». وحذر من أن ليبيا تُواجه «وضعا في منتهى الخطورة»، حاضا على وقف المعارك لإتاحة استئناف المفاوضات السياسية. وقال دبلوماسيون في الأممالمتحدة إن المجلس يدرس بيانا أو مشروع قرار يُطالب بوقف إطلاق النار. من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس (الخميس)، أن المعارك قرب العاصمة الليبية أسفرت عن مقتل 56 شخصا وإصابة 266 آخرين خلال الأيام الستة الأخيرة، في وقت تعمل الأممالمتحدة على دعم المستشفيات المكتظة في البلاد. وأوضحت منظمة الصحة العالمية في بيان أن عمليات قصف عنيف وإطلاق نار قرب طرابلس أسفرت عن 266 جريحا و56 قتيلا، بينهم سائق سيارة إسعاف وطبيبان. ودعت الجزائر إلى عقد اجتماع طارئ يضم وزراء خارجية كل من الجزائر وتونس ومصر؛ لبحث تطورات الوضع في ليبيا.