توفيت معلمتان ورضيع، وسائقهم، وأصيبت زميلتهما وطفل، في حادثة مرورية على طريق خميس مشيط - الرياض. وأوضحت مصادر مطلعة ل«عكاظ» أن المعلمات كن في طريقهن إلى مقر عملهن في الأمواه (شرق عسير)، بعدما أنهين إجازة نهاية الأسبوع مع أسرهن، ووصلن إلى مطار أبها، وأقلتهن مركبة أجرة من نوع كامري، وفي الطريق انحرفت مركبة أخرى كانت تقل عائلة بسبب انفجار أحد إطاراتها، ما جعلها تقفز للمسار المقابل وتصطدم بمركبة المعلمات، وتوفيت إثر الحادثة المعلمتان صفية الغامدي، وإيمان الظفيري، وقائد المركبة، فيما أصيبت في المعلمة بلقيس كاظم وطفلاها (ليتوفى لاحقا الرضيع بدر 6 أشهر، فيما يخضع شقيقه محمد 5 سنوات للعلاج في مستشفى خاص في خميس مشيط)، إضافة إلى إصابة العائلة في السيارة الأخرى بإصابات بسيطة. وخيم الحزن على مدرستي ثجر والحمراء بمحافظة الأمواه بوفاة المعلمتين صفية الغامدي، وإيمان الظفيري. وأكد زوج معلمة «الاقتصاد المنزلي» صفية الغامدي أنها كانت تمني نفسها بالنقل بجوار أسرتها في جدة، بعد انتظار 3 سنوات، الذي لم يتحقق هذه السنة أيضا، لتودع أهلها في الرحلة الأخيرة. وفي المستشفى الخاص انهار زوج المعلمة بلقيس المنومة بقسم العناية المركزة حسين علي محمد بالبكاء بعدما تلقى خبر وفاة ابنه الرضيع بدر متأثرا بجراحه بكسر في الجمجمة، خلال حديثه مع «عكاظ»، موضحا أن أمه كانت حريصة عليه بشكل كبير، لافتا إلى أن ابنه المصاب محمد حالته شبه مستقرة، فيما الأم حالتها حرجة للغاية إذ تعاني من كسور في الرأس والفك والفخذ الأيسر والحوض، إضافة إلى كسر في الجمجمة. وبين أن بلقيس صدر قرار تعيينها العام الدراسي الحالي 1439/1440، وشكل مكان عملها بعيدا عن أسرتها في الأحساء صدمة للجميع، خصوصا أن لديها 4 أبناء (3 أولاد، وبنت)، وظل ابناها محمد وبدر يرافقانها منذ بداية العام، ويسافرون مساء كل سبت بعد قضاء العطلة معهم في الشرقية، لافتا إلى أنه سبق أن رفع برقية لوزير التعليم يطلب من خلالها نقل زوجته لمحافظة الأحساء، عطفا على معاناتها أسريا في ظل رعايتها أطفالها، إضافة إلى أن لديه أماً كبيرة في السن، وشقيقه المعاق، لكن لم تشملها حركة النقل الأخيرة. وأضاف أن ابنهما محمد (المصاب) رفض في هذه المرة السفر معها، بل توسل لها أن يبقى معنا، إلا أن والدته أجبرته على السفر، مبينا أنها لا تستطيع فراق رضيعها (المتوفى) ونقلت له قلقها بشأنه، لأنها تتركه ساعات طويلة خلال العمل، الأمر الذي جعلها توفر له خادمة لرعايته في مقر عملها، لافتا إلى أنه لا يعرف كيف سيخبرها بوفاته بعد شفائها إن شاء الله. وبين أن بلقيس لديها علاقة أخوية وطيدة مع زميلتيها المعلمتين، وقال: «سألت عنهما وابنيها عندما فاقت للحظات، ثم فقدت الوعي لاحقا». وشدد على أنه يتمنى شفاء زوجته وابنه، وأنه سيطلب نقلها وفي حال عدم استجابة وزارة التعليم ستكون الاستقالة خيارهم الصعب.