طالب عبدالمحسن العطاوي زوج المعلمة حصة قزعان العتيبي، التي توفيت أول من أمس، متأثرة بجروح وكسور وحروق أصيبت بها، أثناء عودتها من عملها في قرية نائية في عفيف الشهر الماضي، بإعطاء الحوادث المرورية نصيباً أكبر من الاهتمام، وإنشاء فرق للإسعاف المتجول للتقليل من آثار الحوادث المرورية، عن طريق فرق تتكون الواحدة منها من ثلاثة أو أربعة اشخاص يتصفون بالمهارة وتتوافر لديهم الأدوات لقيادة أعمال الإنقاذ بجودة عالية. وشدد على ضرورة تأهيل السكان المحاذين للطرق السريعة وتشجيعهم على تعلم الإسعافات الأولية وتوفير نقاط تتوافر بها طفايات للحريق". وأضاف :"احترقت بعض المعلمات، وأصيبت زوجتي حصة بحروق، لعدم توافر وسائل إطفاء الحريق، كما أن الجثث احتجزت لعدم توفر مسعفين قادرين على تحريرهن من السيارة، ونقلت زوجتي من موقع الحادث مروراً بعفيف حتى الرياض من دون وضع طوق واقٍ حول عنقها، مع ان إصابتها بالكسر كانت في الرقبة، وهو موقع حساس جداً". ولفت العطاوي إلى أن بعض المعلمات اللاتي توفين في الحادث كنَّ العائل الوحيد لعائلاتهن. وكانت المعلمة حصة قزعان العتيبي 32عاماً التي توفيت أول من أمس، أصيبت إصابة بالغة في الرأس والعنق بعد حادث مروري على طريق عفيف، وعانت من حروق من الدرجة الثالثة في الظهر، قدَّر الطاقم الطبي مساحتها ب 35 في المئة من مساحة الجسد، وتم إجراء عمليات ترقيع للجلد ومحاولات لنزع جهاز الأكسجين على أمل أن تستطيع التنفس في شكل طبيعي، إلا أنها بعد مضي أسابيع عدة على وجودها في قسم العناية المركزة في مستشفى قوى الأمن العام في الرياض قضت نحبها مخلفة وراءها أربعة أطفال. ابنة المتوفاة ترفض أن تكون معلمة ! تتحدث بُدور بصوت مرتجف عن والدتها حصة العتيبي:"لم أستطع زيارتها في المستشفى وآخر عهدي بها كان مساء السبت الذي سبق الحادث". بدور التي نجحت في الصف الثاني الابتدائي في المدرسة الثامنة الابتدائية في عفيف هذا العام، وانتقلت إلى الصف الثالث. تؤكد ل"الحياة"أنها لا تريد أن تكون معلمة في المستقبل"ما أتمناه أن أكون طبيبة، وبصراحة لن أكون معلمة، رحم الله والدتي... سأفتقدها". يؤيدها في ذلك والدها معترضاً على دخولها سلك التعليم"في حال بقاء وضع المعلمات على ما هو عليه". وتقضي بدور مع إخوتها إجازة صيف حزينة، وعاماً دراسياً جديداً من دون حنان الوالدة، أما بدر أكبرهم سناً فانتقل إلى الصف الرابع، وشقيقه يزيد ثلاث أعوام، وأصغرهم عبدالله رضيع لم يفطم بعد.