أعاد مهرجان الساحل الشرقي بنسخته السابعة إحياء حرفة صناعة السفن التقليدية المصنوعة من الخشب في المنطقة الشرقية بعد انقطاع نحو 50 عاماً، وذلك من خلال مشاركة عدد من الحرفيين ضمن فعاليات المهرجان الذي ينظمه مجلس التنمية السياحية، وتنطلق فعالياته بعد غد في منتزه الملك عبدالله البيئي بالواجهة البحرية بمدينة الدمام. ويؤكد ناصر عبداللطيف الدحيم المعروف ب «النوخذة أبوصقر» أهمية إحياء هذه الحرفة التي تعتبر من أقدم الصناعات التقليدية في الخليج، وهي كغيرها من الصناعات مرت بمراحل انتقالية من حيث تصنيعها واستخدامها ومكوناتها التي تطورت مع تطور الصناعات. وأشار إلى أن حرفة صناعة السفن الخشبية التي يسمى محترفها ب«القلاف» تعتبر من أدق وأهم الصناعات اليدوية التي يستخدم فيها أنواع خاصة من الأدوات والأخشاب والمسامير لتكون السفينة جاهزة لدخول البحر وتحمل قوة أمواجه والعواصف التي يواجهها البحارة. وأضاف صناعة السفن الخشبة حرفة صعبة، وتعتمد مدة صناعتها وفقاً للنوع والحجم، فالسفن الكبيرة تستغرق صناعتها نحو السنة أو أكثر، ومنها ما يتم إنجازها في 6 أشهر، في حين تراوح مدة بناء السفن الصغيرة ما بين 3 و4 أشهر، وعدد العاملين في بناء السفينة ما بين ال 5 - 10 عاملاً، لافتاً إلى أن صناعة السفن الخشبية قد اندثرت. من جانبه، أوضح مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني المهندس عبداللطيف البنيان، أن مهرجان الساحل الشرقي بنسخته السابعة أعاد صناعة السفن التقليدية بعد انقطاع دام أكثر من 50 عاماً، وأن مهرجان الساحل الشرقي ساهم في تشجيع عودة هذة الصناعة للسفن التقليدية بجزيرة دارين تحقيقا للأصالة، وذلك لما للمهرجان من دور محوري في تنمية مهارات المجتمع المحلي، كما أن هدف المهرجان هو تكوين انطباع عن الحياة البحرية، وتجربة سياحية ممتعة للسائح، إضافة إلى تأصيل المقومات السياحية للمنطقة، وتوفير فرص عمل لأبنائها، وتحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية والمردود الاقتصادي.