أعلن مهرجان الساحل الشرقي في نسخته السابعة، الذي تنطلق فعالياته بعد غدٍ الثلاثاء، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، عن إعادة حرفة صناعة السفن التقليدية المصنوعة من الخشب التي اشتهرت فيها المنطقة الشرقية، بعد انقطاع استمر قرابة ال 50 عاماً، بمشاركة عدد من الحرفيين، وذلك في منتزه الملك عبدالله البيئي بالواجهة البحرية بمدينة الدمام. وأكد ناصر عبداللطيف الدحيم المعروف ب"النوخذة أبوصقر"، المشارك بالمهرجان، أهمية إحياء هذه الحرفة التي تعتبر من أقدم الصناعات التقليدية في الخليج وهي كغيرها من الصناعات التي مرت بمراحل انتقالية من حيث تصنيعها واستخدامها ومكوناتها التي تطورت مع تطور الصناعات، مشيراً إلى أن حرفة صناعة السفن الخشبية والذي يسمى محترفها ب"القلاف" تُعد من أدق وأهم الصناعات اليدوية التي يستخدم فيها أنواع خاصة من الأدوات والأخشاب والمسامير لتكون السفينة جاهزة لدخول البحر وتحمل قوة أمواجه والعواصف التي يواجهها البحارة. وأشار النوخذة الدحيم، إلى أنواع السفن التي تتعدد بحسب استخدامها، فمنها ما يفضلها الصيادون، ومنها ما يتم استخدامها في "الدشة" للغوص واستخراج اللؤلؤ، معدداً أشهر أنواع السفن التي تتم صناعتها في الخليج وهي البوم، والجالبوت، والبغلة، والبقارة، والشوعي، والهوري، والسنبوك، والبتيل، والغيرب، إضافة إلى الصمعا وهو قارب خشبي يستخدم في البحث عن المحار ونقل الركاب، لافتاً الانتباه إلى أن صناعة السفن يستخدم فيها خشب الساج، والخيزران، والبامبو، إلى جانب الصناعات الحديثة من"الفايبرجلاس". ونوه الدحيم بصعوبة حرفة صناعة السفن الخشبية، مشيراً إلى أن المدة المستغرقة في صناعة السفن تعتمد على نوع السفينة وحجمها، فالسفن الكبيرة يستغرق صناعتها قرابة السنة أو أكثر، ومنها ما يتم إنجازها في ستة أشهر، في حين يتراوح مدة بناء السفن الصغيرة ما بين الثلاثة والأربعة أشهر، فيما يتراوح عدد العاملين في بناء السفينة ما بين ال 5 إلى 10 عمال، لافتاً الانتباه إلى أن صناعة السفن الخشبية في الوقت الحاضر قد اندثرت. من جهته أوضح مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني المهندس عبد اللطيف البنيان أن مهرجان الساحل الشرقي في نسخته السابعة، ومن خلال فعالياته المتنوعة، سيعيد صناعة السفن التقليدية بعد انقطاع دام أكثر من 50 عاماً، مشيراً إلى أن مهرجان الساحل الشرقي أسهم في تشجيع عودة هذه الصناعة للسفن التقليدية بجزيرة دارين تحقيقا للأصالة، وذلك لما للمهرجان من دور محوري في تنمية مهارات المجتمع المحلي، كما أن هدف المهرجان هو تكوين انطباع عن الحياة البحرية، وتجربة سياحية ممتعة للسائح، إضافة إلى تأصيل المقومات السياحية للمنطقة وتوفير فرص عمل لأبنائها، وتحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية والمردود الاقتصادي.