لم يكن مفاجئا ما حدث في نيوزيلندا أمس، إذ جاءت الجريمة الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من المصلين خلال صلاة الجمعة لتؤكد بشكل لا يقبل الشك أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، إذ لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يتم ربط الأعمال الإجرامية المشينة بأديان معينة، أو بجنسيات محددة، تتم شيطنتها والعمل على زرع كراهيتها في نفوس الآخرين، من قبل دوائر سياسية تسعى لاستغلال ذلك لأغراض دنيئة. إن الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء هذا العمل الإرهابي الشنيع لم يكن لهم ذنب اقترفوه سوى أنهم ذهبوا لأداء فريضة دينية في مكان مشرع لممارسة العبادة في بلد مسالم، دون أن يحسبوا حساب تأثير حملات التشويه التي تمارس ضد دين يعد أحد أكبر الأديان في العالم وأكثرها دعوة للسلام والحوار. لذلك فإن دماء الضحايا الطاهرة تستصرخ المجتمع الدولي للسعي جميعا نحو القضاء على خطاب الكراهية وعداء الآخر المتصاعد من كل ناحية، خصوصا تجاه الدين الإسلامي الحنيف وأتباعه من المسلمين، في ما يعرف بالإسلاموفوبيا، ذلك الخطاب التحريضي البشع ذو الأهداف المشبوهة. الأمر الذي يجعلنا ندعو إلى أن يسعى الجميع بكل ما أوتوا من قوة نحو تغليب قيم التسامح والتآخي والتعايش والعمل على نشرها، كي يعيش المجموع البشري على هذا الكوكب باختلاف أديانهم وأعراقهم وألوانهم في سلام ووئام.