أعتقد أنه من الواجب تعزيتنا في المغفور له بإذن الله أخينا محمد سعيد فارسي، فلنا العزاء، في إنسان له بصمة مميزة. فبعد أن أوجد العريف (يرحمه الله) حضور أمانة العاصمة المقدسة، طور الفارسي مفهوم أمانة المدن العملي والجمالي، بما كان له الأثر والقدوة في المدن الساحلية في الخليج العربي والجزيرة العربية كافة، وأحدث مكانة للبلاد من زاوية مدنية، أسهمت في طرح صورة حديثة عن الأرض والإنسان في بلادنا أمام دول المنطقة. أتذكر عندما كنت أناقش النطاق العمراني لأمانة العاصمة المقدسة، اقترحت على الوزارة تحويل منطقة الشعيبة لتكون تحت إدارة جدة طمعاً في إبداع الفارسي، ورغم اعتراض البعض في مكة، إلا أنني ارتأيت أن الإبداع الساحلي والشاطئي هو من حق واختصاص أبوهاني (يرحمه الله)، وأمانة جدة، فقد طورت خبرة أفضل وإنجازا ناجحا في هذا المضمار، علماً أن الغالبية من مهندسيها من أبناء مكة، وأن ضم منطقة الشعيبة لها لا يعني منع أهل مكة من ارتيادها، وإنما القضية في الاعتراف بالحق في الجدارة، والاستفادة في نهاية المطاف تمتد للجميع وتعود بالنفع على المصلحة العامة، بيد أن أمانة العاصمة المقدسة تختص وتتفوق في المواسم والحج والعمرة والنظافة والمسالخ والبناء الجبلي أكثر من غيرها.. بما يستوجب التركيز في ظل غياب الإمكانات في تلك الفترة، ووضع الشعيبة تحت صلاحيات المبدع (يرحمه الله)، أكثر نفعا للمواطنين. الراحل له أهله وأحبابه بدءاً من مسقط رأسه في مكة وامتدادا إلى جدة وغيرهم، ولمساته وصلت إلى مدن الخليج حين كان خبراؤهم يزورون مدينة جدة للاطلاع قبل أن ينطلقوا في مشوارهم كذلك. كانت لدي القناعة أن رائد الإبداع والاختصاص في ميدان تطوير المدن الساحلية في الشرق الأوسط هو المهندس محمد سعيد فارسي (يرحمه الله). وأخيرا عظم الله أجركم وأجر الجميع. [email protected]