أستاذ اللغة العربية بجامعة جازان والباحث في علم العربية الدكتور عبدالله جاد الكريم، من خطورة استخدام اللهجات العامية بدلاً من اللغة العربية الفصحى في التعليم أو الجهات الحكومية والأهلية أو العقود بين البنوك والهيئات والمصانع والشركات، وغيرها في البلدان العربية. وقال ل«عكاظ»، بأن استخدام اللهجات العامية بهذا التوسع يهدم بنيان العربية الفصحى ويقوض مكانتها، ويعطل دورها السامي الذي تقوم به، فهي لغة القرآن الكريم كتاب الله الذي بيَّن طريق السعادة في الدارين للناس أجمعين، وهي أصل اللغات وسيدة اللغات، فضلها رب العالمين على لغات العالمين، وأنزل القرآن بلسانها، حيث يقول تعالى (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) ويقول (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ). وأشار إلى أن العامية لا توجد لها ضوابط أو قوانين يمكننا الالتزام بها أو السير على هداها، وهذا الأمر صعب جدًّا في التنفيذ، ومستحيل في التعليم، ومثير للسخرية في كثير من الأحيان، وضرب من العبث والخسران، فلابد لأي لغة يراد بها أن تؤدي دورها أن تكون منظمة منسقة، لها قوانينها المتفق عليها بين متحدثيها وإلا ستصير ضربًا من الألغاز والرموز الغريبة غير المفهومة؛ فتؤدي إلى الخلافات والصدامات والشحناء والبغضاء بين الناس، لفقدانهم التواصل والتفاهم، وهذا ذاته ما يريده بنا الأعداء. وطالب الدكتور عبد الله جاد الكريم بضرورة تكاتف الجهود وتكاملها، من أجل صيانة العربية، والذود عنها ضد التوسع السرطاني في استخدام اللهجات العامية العشوائية التي تفتقر إلى أدنى القواعد والضوابط والأنظمة اللغوية، وطالب بتفعيل القوانين التي اتخذتها كثير من حكومات الدول العربية وفي مقدمتها المملكة بضرورة الالتزام باستخدام اللغة الفصحى في التعليم وفي كتابة لافتات الشركات والهيئات والمحلات، وإن اقتضت الضرورة استخدام مسميات عامية أو أجنبية تأتي متأخرة عن الفصحى وببنط أقل، وأن تكون العقود والفواتير وغيرها من المعاملات باللغة الفصحى أولاً، إضافة إلى ضرورة مراجعة طرق تدريس اللغة العربية وعلومها، والعمل على ترقيتها وتطويرها بالاستعانة بمنجزات العلم الحديث والتكنولوجيا واستخدام أحدث التقنيات والوسائل التعليمية في هذا الشأن. وذكر الباحث أن اللغة العربية ترزح تحت وطأة واقع لا يليق بمكانتها ويسعى لهدم أركانها وتقويض بنيانها، واقع يتهمها فيه بعض الأعداء والجهلاء بأنها لغة غير علمية معقدة جافة صعبة، وأنها سببٌ في تخلف العرب والمسلمين وتقيد إبداعهم، وأنّ الخلاص من هذا الوضع غير الحضاري يكمن في التخلص من الفصحى وتبني اللهجات العامية بدلاً عنها، وهذا كله محض افتراء، يفتقر إلى الأدلة العلمية والعقلية والتاريخية، التي تثبت تفوق العربية على سائر اللغات.