أشرفت اليوم الوزيرة الجزائرية للثقافة خليدة تومي رفقة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور دحو ولد قابلية على اختتام فعاليات الملتقى الدولي حول اللغة العربية الفصحى وعامياتها الذي احتضنته العاصمة الجزائرية لمدة يومين بمشاركة ممثلين عن عشر دول عربية فضلا عن ممثلي الجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية المعتمدة بالجزائر .. إضافة إلى حوالي 150 مشاركا يمثلون مختلف الجامعات والمؤسسات الجزائرية. وأكد المشاركون في هذا اللقاء العربي الهام الذي يدخل في إطار الاحتفال بالسنة الثقافية العربية بالجزائر على ضرورة الاهتمام والعناية باللغة العربية كمرجع وكهوية وكعنصر من أهم عناصر الشخصية العربية. وطالب كافة المتدخلين بمواجهة التحديات الأجنبية وكل المحاولات الخارجية والداخلية الرامية إلى النيل من لغة القرآن الكريم ولغة العرب في القديم والحديث. وبخصوص العاميات أو اللهجات العربية المحلية أكد الخبراء والمختصون على ضرورة أن تكون خادمة ومكملة للعربية عوضا أن تكون منافسا أو خصما لها .. وحذر هؤلاء من أن تكون العامية مزيجا بين العربية والعامية ولغة المستعمر أو الأجنبي أو حتى تلك الكلمات الغريبة التي لا يعلم الخبراء في الكثير من الأحوال مصدرها ومرجعها. وشدد المشاركون على رفض فكرة التصادم بين اللغة العربية ولهجة هذا البلد أو ذاك لأن التاريخ العربي والإسلامي أثبت عبر قرون خلت أن أصل هذه العاميات أو اللهجات هي اللغة العربية. وفي هذا السياق دعا الخبراء والمختصون إلى إعادة تهذيب العاميات المحلية في الوطن العربي وإعادة ربطها باللغة الأم .. وهي مسؤولية ملقاة على كاهل المدرسة والأسرة وكافة مؤسسات الدولة بما في ذلك دار الحضانة والمسجد على وجه الخصوص. وقد انتهى المشاركون إلى خلاصة مفادها أن العربية تعاني اليوم من ازدواجية تتمثل في مستويين هما الفصحى للكتابة والمناسبات الرسمية والعامية للاستعمال اليومي وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية ولسانية وهذه الإزدواجية تعرقل اكتساب اللغة الفصحى واستعمالها بصورة فاعلة .. ولهذا كان لابد على السلطات حسب المتدخلين في الملتقى من القيام بتخطيط لغوي يرمي إلى تنمية الفصحى على حساب العاميات على أن تشمل السياسة اللغوية التي تنتج عن هذا التخطيط على جوانب لسانية وإعلامية وتربوية واجتماعية خلاصتها الإقتصار على استعمال الفصحى في جميع مراحل التعليم ومستوياته وتخصصاته ومنع استعمال العاميات في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية واستخدام الفصحى وحدها في الإدارة ومرافق المجتمع المختلفة .. وهذا لايعني بتاتا عدم تنمية اللهجات الوطنية غير العربية ولا عدم تعلم اللغات الأجنبية. واقتنع الجميع بأن ظاهرة تشويه العربية بسبب استعمال العاميات هو أمر واقع لا ينبغي تجاهله أو القفز عنه والمطلوب هو التعامل الجاد مع هذه الإشكالية وذلك بالتعاون المتواصل بين مختلف الحكومات والهيئات المختصة في الوطن العربي. // انتهى // 1040 ت م