• أعلم جيداً، بأنه ليس هناك ما هو أكثر يسراً من شغل مساحة هذه الزاوية الرياضية الأسبوعية، بتناول موضوعات متفرقة تندرج تحت «السائد والمألوف»، من اهتمامات الشارع الرياضي «الآنية». •• وفي الوقت ذاته، لا يمكن أن ننكر أن هناك قضايا رياضية هامة تندرج تحت ما يمكن تسميته «الهم الرياضي العام»، كالذي يعتري مخرجات كرة القدم السعودية، وخصوصاً على مستوى ممثلها الأول، المنتخب السعودي لكرة القدم، فحتماً أمام هذا التعثر المزمن في ظل ما بُذل ويبذل بمنتهى السخاء من قبل القيادة الرشيدة أيدها الله، على الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص والمنتخب تحديداً.. أقول حتماً أمام كل هذا البذل الكريم في سبيل النهوض بكرة القدم السعودية وعودة المنتخب إلى سابق أمجاده وتغلبه على انتكاساته المتكررة، من جهة، وأمام هدر كل الانتفاضات التي تلت كل تلك الانتكاسات وما استنزفته من السنين والبذل المادي والمعنوي، على تكرار نفس التوصيات التي لم تنفذ من قرابة عقدين من السنين، من جهة أخرى، حتماً وألف حتماً سيبعث ذلك في نفسك قدراً من الأسى والامتعاض غيرة على منتخبك الوطني الأول الذي كان يُشار لوهجه وإنجازاته في مختلف المحافل الكروية، ببنان الفخر والإعجاب، ويتضاعف الأسى عندما تشاهد مؤخراً منتخبات كانت في منتهى التواضع من حيث المستوى، وأصبحت أكثر تطوراً لا لشيء سوى أن «روشتة» التطوير التي وصفت لها تم تفعيلها، بينما «الروشتة» الخاصة بمنتخبنا، ظلت حبيسة تلك التوصيات منذ عام 2002 وحتى الآن يُعاد فقط تكرارها عقب كل انتكاسة، وإذا ما قدر لإحدى هذه التوصيات، ما يوصف «بالتنفيذ» نجد هذا التنفيذ قد اختزل في البحث عن المخرجات مع تغييب المدخلات، كمن يبحث عن حصاد الزرع دون تجويد البذور، تماماً كما هو الحال مع التوصية التي نصت على تطوير الرياضة المدرسية أولاً، ثم الانتقال إلى مرحلة استثمار مخرجاتها، فتم تغييب التطوير، والقفز مباشرة للبحث عن المخرجات، من خلال ما يسمى بتدشين دوري المدارس علماً بأن هذا «التدشين» قد تكرر لأكثر من مرة! •• ختاماً، أيقنت بعد تناولي لما أراه من أحد أهم موضوعات الهم الرياضي العام، وهو «اعتلال منتخبنا...»، أقول أيقنت بأنني لو كتبت من الأجزاء عن هذا الموضوع بعدد سنوات تعثر منتخبنا لن أستوفي ما يستوجبه هذا التعثر والقفز على أسبابه، والأولى أن يتم تناول هذه القضية بكافة تداعياتها وتبعاتها بمشاركة المعنيين وذوي الاختصاص، من قبل إعلامنا الرياضي بشكل عام والإعلام الرياضي المرئي خصوصاً، فهي أي هذه القضية أكثر أهمية من القضايا النادوية، وأعتذر عن الإطالة الخارجة عن الإرادة. والله من وراء القصد. تأمل: «الشق أكبر من الرقعة»