•نسهب في ترديد عبارة «العمل المؤسسي» على مستوى مجالنا الرياضي، وبرغم تعاقب المرجعيات الرياضية واتحادات كرة القدم، وبرغم الدعم السخي من قبل القيادة للرياضة السعودية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، ظلت مخرجات كرة القدم السعودية، وخصوصاً على مستوى ممثلها الأول «المنتخب السعودي»، تجتر نفس الانتكاسات التي تفضي لنفس الانتفاضات المدوية التي لا تلبث أن يتمخض عنها نفس التشخيص وتختتم بنفس التوصيات التي لم تر النور كتفعيل منذ نسختها الأولى في باكورة الانتفاضات بعد مونديال 2002، فعلامَ كل هذا الهدر المهول على انتفاضات متكررة تلاك في محصلتها نفس التوصيات التي خجل التكرار من تكرارها دون أدنى تطبيق عملي جاد لأي من محاورها «الرنانة» التي ولدت منذ ذلك التاريخ تتصدر مسمياتها كلمة «مشروع»، ومضى عليها حتى الآن قرابة العشرين عاماً، وهي لا زالت تراوح مكانها، حتى أن الشارع الرياضي السعودي جيلا تلاه جيل أصبح يحفظ عن ظهر قلب ما سيتخلله دويّ كل انتفاضة تلي انتكاسة من انتكاسات منتخبنا الوطني لكرة القدم، ويراهن على انتهاء كل انتفاضة بنفس التوصيات التي أصبحت ك«روشتة» مهترئة يتكرر وصفها دون أن يتم «صرفها»، وتُرك اعتلال منتخبنا في ظل عدم تفعيل هذه «الروشتة» وعلاجها الناجع طوال كل هذه السنين للتأزم والتفاقم جراء اجتهادات عشوائية وقرارات مرتجلة..، ما إن يتخذها أحد اتحادات كرة القدم السعودية المنتخبة إلا ويعقبه اتحاد آخر منتخب، فلا يجد من سبيل للتميز عن الاتحاد السابق إلا بنسف كل تلك الإجراءات والقرارات، وإصدار ما هو مغاير عنها. وكل اتحاد من هذه الاتحادات المنتخبة التي تعاقبت على كرة القدم السعودية يردد بكل صلف عبارة «العمل المؤسسي»، في الوقت الذي لا يرى فيه أي اتحاد منتخب أي إيجابية تذكر في التجربة الانتخابية للاتحاد الذي سبقه، فيدجج حملته الانتخابية بأرتال من الشعارات و«السوفيّات»، وفي النهاية تتحول كل تلك السلسلة من سوف إلى محصلة من الفشل والتخبط.. تفوق في نسبتها ما شهدته التجربة الانتخابية السابقة، والمتضرر الأكبر من هذا التعاقب لاتحادات كرة القدم السعودية، في ظل العمل الذي يدار حتى يومنا هذا بنفس الارتجال والتخبطات... أقول المتضرر الأكبر كان ولا يزال هو كرة القدم السعودية بشكل عام والمنتخب الوطني خصوصاً. ••وخلال تلك السنوات الطوال التي ظل فيها منتخبنا الوطني يلازم الانتكاسات جاءت منتخبات كانت نسياً منسياً، وشاهدناها في المحفل الآسيوي 2019 في الإمارات تلفت الأنظار بما طرأ عليها من تطور ملموس، وأنا هنا أعني بالتحديد «المنتخبات السوية» التي تعتمد دولها على أبنائها اللاعبين كقيرغيزستان وفيتنام..، أما منتخب «من كل قُطر لاعب» كمنتخب «الدويلة» فهيهات أن يشرف كل من به ذرة غيرة على وطنه، مهما بلغ التسلق على أكتاف الغير. ••هذان المنتخبان وسواهما من «المنتخبات السوية» لم يتأتَ لهما تحقيق ذلك التطور اللافت إلا عن طريق التفعيل الجاد والمكرس لأهم ما تضمنته توصيات انتفاضاتنا المتعثرة منذ عشرين عاماً، وهو الاهتمام المكثف بالفئات السنية!! ••صدّق أو لا تصدّق بأن الإعلان الذي تم يوم الإثنين الماضي عن تدشين دوري المدارس ما هو إلا جزء «غير مكتمل» لأحد أهم المحاور التي تضمنتها نفس التوصيات المتعثرة، وأن هذا المحور قد سبق الإعلان عن انطلاقه منذ توصيات الانتفاضة الأولى، وحتى يومنا هذا لم يستوفِ أهم ركائزه. وللحديث بقية، والله من وراء القصد،، •تأمل: يهرم الإنسان حين يتوقف عن التطور والتقدم.