المعطيات السياسية والاقتصادية لزيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان والهند تشير إلى نجاح باهر لهذه الزيارات، وإذا ما لا حظنا الاهتمام المنقطع النظير في الأوساط السياسية والإعلامية الباكستانية والهندية، فإن النجاح والمكاسب هي العنوان الرئيسي لهذه الزيارات. إن إستراتيجية التوازن بين الغرب والشرق كانت وما تزال سياسة المملكة العربية السعودية طوال العقود الماضية، إلا أن ولي العهد رفع مستوى هذه العلاقة إلى مستويات بالغة الأهمية، من أجل تنويع قاعدة العلاقات السياسية والاقتصادية. وكالعادة لا تحط قدم ابن سلمان في أية دولة حتى تأتي النتائج بشكل سريع، ولعل الاتفاقيات الاقتصادية الهائلة ومذكرات التفاهم التي وقعت خلال الجولات المكوكية لولي العهد دليل سريع على ديناميكية السياسة السعودية في إطار رؤيتها 2030، وستكون زيارة الصين بالمثل، فهذه الدولة العملاقة سياسيا واقتصاديا تعتبر من دعائم الاستقرار الاقتصادي في العالم، وسيكون لهذه الزيارة انعكاسات إستراتيجية على مستوى الاقتصاد العالمي، خصوصا وأن الدولتين عضوان في مجموعة العشرين الاقتصادية. السعودية في كل يوم تسجل نقطة رابحة في ميزان العلاقات الدولية، وهذا سيكون له تأثير كبير على المستوى السياسي والاقتصادي والرؤية السعودية 2030 التي أحدثت حراكاً تنموياً هائلاً على كافة الأصعدة داخلياً وخارجياً.