أقام رئيس الجمهورية الهندية رام نات كوفيند في القصر الرئاسي بنيودلهي، أمس (الأربعاء)، حفل عشاء لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بحضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وقد عقد ولي العهد ورئيس جمهورية الهند قبيل حفل العشاء اجتماعاً، نقل ولي العهد خلاله تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس الهندي، فيما حمله فخامته تحياته وتقديره للملك. كما جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التاريخية السعودية الهندية. ورحب الرئيس الهندي في كلمة له، بولي العهد والوفد المرافق، مستذكراً الزيارات التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) في 2006، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لنيودلهي في 2014، وزيارة دولة رئيس وزراء الهند إلى المملكة العربية السعودية في 2016، «التي أسفرت عن توسيع شراكتنا الاستراتيجية». وأوضح أن البلدين تربطهما روابط تاريخية غنية تعتمد على الروابط الحضارية المشتركة، تدل على التبادلات الاقتصادية المتنامية باستمرار. وأشار إلى أنه، وبناء على أواصر الروابط القوية منذ زمن قديم، «عاش شعبنا من الخلفيات المتنوعة بأمن وسلام، وخبرات ثقافاتنا المشتركة والتعاون الاقتصادي والمطلب المشترك للعالم؛ الأمن المستدام، تجعلنا شركاء طبيعيين»، معبراً عن تقديره لمساعي ولي العهد من أجل جلب التغيير الاجتماعي والتقدم. وبيّن الرئيس الهندي أن بلاده تقدر المملكة بالغ التقدير كشريك موثوق به لأمن طاقتها، مرحباً ب«مشاركة المملكة في احتياطاتنا النفطية الاستراتيجية»، معرباً عن سعادته بمشاركة أرامكو في أكبر مصفاة نفط مرتقبة على مستوى العالم، مقدماً شكره على الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية. وقال «نحن ننظر إلى المملكة العربية السعودية كعامل استقرار في المنطقة وما وراءها، ونقدر قيادتكم الحكيمة لتنويع الاقتصاد، ونرحب ببرنامجكم رؤية 2030»، مؤكداً رغبة الهند بأن تكون شريكاً قوياً وموثوقاً به لنمو المملكة وتقدمها. وأكد الرئيس الهندي أن الإرهاب هو أخطر تهديد للبشرية اليوم، وقال «يجب على الهند والمملكة، والمجتمع الدولي، أن يتحد لهزيمة هذه القوى الشريرة وتدميرها ومكافحة التطرف». وأضاف «لا مكان للمسؤولين عن مثل هذه الأفعال في مجتمعنا الذي يحب السلام، ويلزم التعامل معها بكل حزم وحسم». وقال «إن الروابط بين شعوب بلدينا الصديقين تعود إلى عدة آلاف من السنين، ولقد احتضنت المملكة بسخاء عددا كبيرا من المغتربين الهنود وشجعتهم على الازدهار والنمو». وأكد ولي العهد في كلمته أن العلاقة القديمة والتاريخية مهمة جداً بالنسبة للمملكة، وقال «اليوم نشهد حاضرا مميزا للغاية وفيه فرص كثيرة جداً لدولتينا، واليوم أيضاً نحتفل ونحضر إنجازا حُقق في عامين وهو إنجاز كبير جداً في عدة مجالات من الاقتصاد إلى الأمن إلى السياسة وغيرها من المجالات». وقال «في هذه الزيارة بتأسيس المجلس التنسيقي الرفيع المستوى الاستراتيجي بين السعودية والهند سوف تشهد الاستراتيجية القادمة تسارعا أكبر بكثير مما حدث في السنتين الماضيتين، تتقاطع بين السعودية والهند مصالح كثيرة جداً، وأيضاً المخاطر التي تجابهنا متشابهة وكثيرة سواء في الإرهاب أو غيرها من المخاطر، وهذا يؤكد أن علينا أن نعمل جميعاً لتحقيق جميع المصالح المجابهة لجميع التحديات». وأضاف «أود أن أشكر دولتكم مرة أخرى على الحفاوة الحارة التي لقيناها في الهند، ونستطيع أن نقول إن لديكم بلدا رائعا، وشعبا رائعا، وقطاعا خاصا مميزا للغاية، وحكومة رائعة».