قام رئيس الجمهورية الهندية رام نات كوفيند في القصر الرئاسي بنيودلهي مساء الأربعاء (20 فبراير 2019) ، حفل عشاء لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بحضور دولة رئيس الوزراء الهندي السيد ناريندرا مودي. وعقد سمو ولي العهد ورئيس جمهورية الهند قبيل حفل العشاء اجتماعًا نقل سموه تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للرئيس الهندي، فيما حمله فخامته تحياته وتقديره للملك المفدى. كما جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات التاريخية السعودية الهندية. وقد أقام رئيس جمهورية الهند حفل عشاء احتفاءً بزيارة سمو ولي العهد، حيث عُزف السلامان الوطنيان السعودي والهندي في بداية الحفل. كما صافح سمو ولي العهد الوفد الهندي في حفل العشاء، فيما صافح الرئيس الهندي الوفد السعودي. وألقى الرئيس الهندي كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد والوفد المرافق، مستذكرًا الزيارات التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في عام 2006م، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لنيودلهي في عام 2014م، وزيارة دولة رئيس وزراء الهند إلى المملكة العربية السعودية في عام 2016م، التي أسفرت في توسيع شراكتنا الاستراتيجية. وأوضح أن البلدين تربطهما روابط تاريخية غنية تعتمد على الروابط الحضارية المشتركة، تدل على التبادلات الاقتصادية المتنامية باستمرار. وأشار إلى أنه وبناء على أواصر الروابط القوية منذ زمن قديم، عاش شعبنا من الخلفيات المتنوعة بأمن وسلام، وخبرات ثقافاتنا المشتركة والتعاون الاقتصادي والمطلب المشترك للعالم الأمن المستدام، تجعلنا شركاء طبيعيين، معبرًا عن تقديره لمساعي سمو ولي العهد من أجل جلب التغيير الاجتماعي والتقدم. وبيّن الرئيس الهندي أن بلاده تقدر المملكة العربية السعودية بالغ التقدير كشريك موثوق به لأمن طاقتها، مرحبًا بمشاركة المملكة في احتياطاتنا النفطية الاستراتيجية، معربًا عن سعادته بمشاركة أرامكو في أكبر مصفاة نفط مرتقبة على مستوى العالم، مقدمًا شكره على الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية. وقال: “نحن ننظر إلى المملكة العربية السعودية كعامل استقرار في المنطقة وما ورائها، ونقدر قيادتكم الحكيمة لتنويع الاقتصاد، ونرحب ببرنامجكم “رؤية 2030 “، مؤكدًا رغبة الهند بأن تكون شريكًا قويًا وموثوقًا به لنمو المملكة وتقدمها. وأكد الرئيس الهندي أن الإرهاب هو أخطر تهديد للبشرية اليوم، وقال يجب على الهند والمملكة العربية السعودية، والمجتمع الدولي، أن يتحد لهزيمة هذه القوى الشريرة وتدميرها ومكافحة التطرف، وقال لا مكان للمسؤولين عن مثل هذه الأفعال في مجتمعنا الذي يحب السلام، ويلزم العامل معها بكل حزم وحسم. وقال إن الروابط بين شعوب بلدينا الصديقين تعود إلى عدة آلاف من السنين، ولقد احتضنت المملكة العربية السعودية بسخاء عددًا كبيرًا من المغتربين الهنود وشجعتهم على الازدهار والنمو. وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكلمة التالية : “شكرًا فخامة الرئيس على الترحيب الحار والحفاوة التي نلقاها اليوم، أشكر أيضًا دولة رئيس الوزراء وجميع أصدقائنا في الهند العزيزة. العلاقة القديمة والتاريخية بالنسبة لنا مهمة جدًا لكن اليوم نشهد حاضرًا مميزًا للغاية وفيه فرص كثيرة جدًا لدولتينا، واليوم أيضًا نحتفل ونحضر إنجازًا حقق في عامين وهو إنجاز كبير جدًا في عدة مجالات من الاقتصاد إلى الأمن إلى السياسة وغيرها من المجالات. في هذه الزيارة بتأسيس المجلس التنسيقي الرفيع المستوى الاستراتيجي بين السعودية والهند سوف تشهد الاستراتيجية القادمة تسارعًا أكبر بكثير مما حدث في السنتين الماضيتين، نحن تتقاطع المصالح بين السعودية والهند في مصالح كثيرة جدًا وأيضًا المخاطر التي تجابهنا متشابهة وكثيرة سواء في الإرهاب أو غيرها من المخاطر، وهذا يؤكد أن علينا أن نعمل جميعًا لتحقيق جميع المصالح المجابهة لجميع التحديات. أود أن أشكر دولتكم مرة أخرى على الحفاوة الحارة التي لقيناها في الهند ونستطيع أن نقول إن لديكم بلدًا رائعًا وشعبًا رائعًا وقطاعًا خاصًا مميزًا للغاية وحكومة رائعة ،،، شكرًا”.