• بعد أن توارت أمجاد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم السعودية، وتلاشى ذلك الحضور اللافت والفاعل، الذي حققه المنتخب على مستوى المحافل الكروية العالمية والقارية، إبان الثمانينات والتسعينات الميلادية، لم يعد يرصد الشارع الرياضي السعودي في حصاد منتخبه الوطني سوى الضمور والتضعضع وصولاً للغياب اللافت، الذي حل بديلاً عن ذلك الحضور اللافت في تلك الفترة الذهبية!! •• وإذا ما عاد من بعد طول غياب للمشاركة في أي محفل من هذه المحافل الكروية، جددت الجماهير السعودية من عشمها متطلعة أن تحمل هذه العودة ما يشفع ليس لغياب المنتخب عن ذلك الوهج الذي امتد لعقود من السنين فحسب، بل لما ظل يبذل خلال سنوات الغياب الطوال، من قبل المسؤولين عن الرياضة السعودية بشكل عام، وكرة القدم السعودية على وجه الخصوص، من الجهود، ويُتخذ من القرارات، ويُعلن من الخطط «قصيرة المدى وبعيدة المدى» ويُعقد من الاجتماعات، ويُشكل من اللجان التي لم يقتصر بعضها «النوعي» على صفوة الخبراء وذوي الاختصاص المحليين، بل عُززت بأعلى وأغلى الخبراء الدوليين. •• إلا أن كل تلك «الانتفاضة المدوية» لا تلبث بكل أسف أن تذهب هباء منثوراً، وتُصاب الجماهير المتعشمة بخيبة أمل جراء محصلة مشاركة المنتخب التي جاءت من بعد طول غياب، حيث تأتي المحصلة أكثر سوءا وتواضعا مما كان عليه مستوى المنتخب وكانت عليه نتائجه، في آخر مشاركة له!! •• والأكثر مرارة وأسى أن «مسلسل» هذه الانتفاضات المدوية التي تأتي في أعقاب كل هزة صادمة لمنتخبنا الوطني، انطلق منذ تلك الانتفاضة الأولى والكبرى، من خلال تلك اللجنة الفخمة التي شكلت بتوجيه سام كريم، في أعقاب نكسة المنتخب التي تعرض لها في مونديال كأس العالم 2002، وكانت تلك اللجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله، ومن خلال تلك اللجنة شكلت أربع لجان ضمت رجال أعمال ولاعبين وإعلاميين مخضرمين...، ومن بين تلك اللجان لجنة دراسة تطوير كرة القدم، وكانت برئاسة إبراهيم أفندي وعضوية عبدالرزاق أبوداوود وخليل الزياني وصلاح السقا وآخرين، وإلى جانبهم تم استقطاب فريق من الخبراء الدوليين، كان من بينهم الفرنسي «جيرارد هوليه»، وكان يعمل آنذاك مديراً للشؤون الفنية في الاتحاد الفرنسي، وكذلك الخبير البريطاني «ريك بيري» وآخرين. •• أين ولت جهود وبرامج ودراسات وخطط وتوصيات تلك اللجنة العملاقة التي شكلت وفق معايير تخصصية وعلمية ودقيقة، هل لو أنها فُعلت وتواصلت منذ ذلك التاريخ 2002م، كنا سنحتاج لكل هذه السنين من الهدر والتخبط والغياب والتكرار الممجوج لنفس الأسطوانة المشروخة؟! وللحديث بقية والله من وراء القصد. تأمل: كبر الخطأ ما كل عذر يغطيه مثل التعازي ما ترد المصيبة