دفع فساد رئيس وزراء العراق السابق، نوري المالكي والذي ساهم بشكل مباشر في صعود «داعش» واحتلاله أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية، وزارة العدل الأمريكية إلى فتح تحقيق حول شركة مقاولات عسكرية تسمى «Sallyport Global Services» للخدمات العالمية، لمعرفة دورها في تقديم رشوة إلى مسؤولين عراقيين بينهم المالكي ونجله أحمد وصهره ياسر المالكي، مقابل الفوز بعقود حصرية كلفت مليارات الدولارات، بحسب ما نشر موقع صحيفة «The Daily Beast» (الخميس). وتتناول التحقيقات الانتهاكات المحتملة لقانون الممارسات الأجنبية الفاسدة وقوانين الولاياتالمتحدة الأخرى الناشئة عن علاقة «آفاق» مع «ساليبورت» التي تزعم أنها قامت بإنهاء علاقاتها مع «آفاق» بعدما علمت بما يثار حول علاقة الأخيرة بمسؤولين حكوميين عراقيين. ونقلت عن مسؤول غربي خدم لفترات طويلة في العراق، بعد اطلاعه على واقعة شركة «آفاق»، قوله: «إن هناك وصفة للاستيلاء على السلطة في العراق والاحتفاظ بها، تشمل القيادة المطلقة للجيش والسيطرة المطلقة على أجهزة الاستخبارات والهيمنة المالية». وأضاف أن دفع الأموال المشبوهة والصناعات العسكرية، التي هي في نهاية المطاف أموال الحكومة الأمريكية، أعطى المالكي المال الذي ساعده في بناء، ما وصفه المسؤول الغربي، بأنه «حالة عميقة» حقيقية ومدعومة بفرق الموت الطائفية، لإغراق البلاد في عنف وإطالة أمد الحرب إلى ما لانهاية. وأضاف المسؤول الغربي قائلاً: «إن فساد المالكي ساهم بشكل مباشر في صعود داعش». وبحسب تقرير الصحيفة، يرتبط أشخاص نافذون، بمن فيهم المالكي بشركة تدعى «آفاق Afaq»، يتردد أنها اشترت من الباطن عدداً كبيراً من العقود العسكرية الأمريكية. وتكشفت خيوط هذه القصة عندما أدلى شاهدان بتأكيدات حول العديد من التفاصيل المدعومة بالوثائق، والاستماع إلى أقوال أكثر من 30 مصدراً، طلبوا جميعاً عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من الانتقام المحتمل. وفي يناير 2014، حصلت شركة «ساليبورت» على عقد من سلاح الجو الأمريكي لتوفير الحراسات الأمنية والتدريب والدعم اللوجيستي، وتلقت مبلغ 1.1 مليار دولار لعملها في قاعدة «بلد» الجوية. وقبل الحصول على عقد «بلد»، أبرمت «ساليبورت» صفقة مع شركة «آفاق أم قصر للخدمات البحرية»، والخاضعة لسيطرة المالكي، بحسب 10 مصادر، كشفت أيضا أن نجل المالكي أحمد المالكي، وزوج ابنته ياسر سخيلي المالكي، كانا متورطين في شركة «آفاق». أما الوضع الأكثر فوضوية فيتعلق بعقد قاعدة «بلد»، فبحسب ما أدلى به مصدران، بدأت قصة عقد تكريت بشركة مختلفة، هي SOSi، والتي تشملها حالياً التحقيقات الفيديرالية بشأن صفقات أخرى مع«آفاق» في توفير الخدمات اللوجستية لقواعد عسكرية أخرى.وكان من المفترض أن تفوز SOSi بعقد قاعدة «بلد»، وبحلول مايو 2013، اعتقدت SOSi أنها حازت على الصفقة وأعلنت فوزها على 22 شركة منافسة بعقد لمدة عام قيمته 84 مليون دولار.وقضى موظفو SOSi نحو 5 أشهر في إنشاءات بقاعدة «بلد» إلى أن فقدوا السيطرة على القاعدة، وتم تخفيض عقدهم إلى 79 مليون دولار لإعادة بناء مدارج القاعدة، دون أي فرصة للتجديد، وبالتالي خسرت أرباحاً متوقعة تقارب ملياري دولار.