بات يعرفه «المراكبية» منذ العام 2013، تاريخ استقبال ميناء الملك عبدالله رسمياً لأول سفينة، لاح لها فناره قبل أن يزاحم بنوره مراسي البحر الأحمر، نور يهتدى به في داجي الليل العتيم، ليشهد في وقتنا الحالي تطويراً وتوسعاً ونمواً مطرداً ويصبح نقطة التقاء حيوية لتبادل طرق التجارة الإقليمية والدولية، كثاني أكبر ميناء حاويات سعودي، مع تربعه باقتدار على مرتبة متقدمة بين موانئ العالم بنهاية العام 2017، ليصبح فناره موضع جذب لحركة التجارة الإقليمية والعالمية. ولم يكفِ الميناء ترديد «دستور يا الساحل الغربي» لجيرانه من «المراسي» منذ بدء عمليات الاستيراد والتصدير في يناير 2014، حتى استقباله أكبر سفن الشحن الجديدة، مواكباً التطور في حركة النقل البحرية العالمية، ليصبح «البندر» السعودي الجديد، بوابة إستراتيجية لأسواق العالم العربي، ونقطة وصول رئيسية لأكبر أسواق المنطقة وهي المملكة. ويأتي تدشين ولي العهد لميناء الملك عبدالله تجسيداً لاهتمام القيادة بالمشروعات العملاقة، ليرفع الميناء شراعه مستقبلاً رياح رؤية 2030، كلبنة أساسية في التحول الاقتصادي الذي تشهده السعودية، كنموذج رائد للمشاريع الوطنية العملاقة، بعد كسر حركة السفن فيه حاجز ال 4 ملايين حاوية قياسية سنوياً. الميناء الممتد على 14 مليون متر مربع، والمجهز بحوض للسفن بعمق 18 متراً، الذي منحته مواصفته قدرة على استقبال أكبر سفن الشحن العالمية، ليتفوق بها على موانئ المنطقة، الأمر الدافع لتطوير ميناء الملك عبدالله برؤية طموحة أدركت الحاجة السعودية إلى ميناء على مستوى عالمي قادر على استقبال السفن العصرية العملاقة، واستيعاب العدد المتزايد من السلع والبضائع المستوردة. الميناء العالمي السعودي المزود بأحدث التقنيات والتجهيزات والكوادر الخاصة بإنهاء إجراءات الجمارك والغذاء والدواء، بما في ذلك المختبرات ومرافق تفتيش العينات، التي توفر دقة فحص الشحنات والبضائع وسرعة الإفراج عنها، تمنحه قدرة في سرعة حركة استيعاب الأعداد المتزايدة من الحاويات عاماً بعد عام، ليصبح ميناء الملك عبدالله أحد أسرع الموانئ العملاقة نمواً في العالم.