الكثير يدعي أنه خبير في المشهد اليمني، يمنيين وعربا وأجانب، بعضهم يحلل الوضع ويصيب، والبعض الآخر بينه وبين الصواب ما بين الحقيقة والسراب، أما النوع الأسوأ فهو الذي يدعي المعرفة من أجل تمرير أجندة معادية قطرية إيرانية، بعد أربع سنوات من معايشة يوميات ملحمة العرب الكبرى في اليمن ومن الميدان أجد من الضرورة التحدث عن ازدهار سوق النصب والاحتيال في المشهد اليمني، البعض يضع أمام اسمه مسمى خبير إستراتيجي وعسكري ولو ناقشناه في أبعاد هذا التخصص البراق العميق لما استطاع أن يشرح لنا الفرق بين حل الأزمات وآلية طرد الغازات الضارة بالجسم، لانه ببساطة يكلمنا بالقشور ويقفز على أهمية اللب بتمرير ما يخدم مصلحة الأجندة التي لا يمكنه الخروج من حدودها، أحدهم قال يوما إن صعدة معقل مليشيات الحوثي مستثمرا السمعة السيئة المرتبطة بصعدة بسبب الإعلام الانقلابي وجناحيه القطري والإيراني، لأنه يجهل أو يتجاهل أن صعدة العربية الأبية فيها مدارس العلم والفقه والشريعة تخرج فيها مئات العلماء تختلف مشاربهم لكنهم يتفقون على رفض فكرة ولاية الفقيه منذ التأسيس، أما على الصعيد العسكري ففي جبال صعدة نشأ الصناديد الذين يحيطون الآن بمران المخبأ المحتمل لزعيم التمرد وهم من خيرة أبناء صعدة، وأسماء قادة الشرعية المنحدرين من أصول صعدية معلومة ولست في وارد ذكرها، محلل آخر يصر على أن هناك مؤامرة ضد التحالف في بعض المناطق العسكرية، أقول له استريح التحالف قوي موحد لديه أكبر جهاز استخباراتي وعملياتي ويضم كبار الكفاءات العربية وبالتأكيد هُم يستمعون لكلامك ويضحكون ولا تدعي المعرفة لأن المؤسسة العسكرية للتحالف تعمل وفقا لإستراتيجية عسكرية أعمق بكثير من تفكير البعض، محلل آخر يتحدث عن بعد أو استبعاد فخامة الرئيس هادي عن التفاصيل اليومية للمشهد اليمني وهنا أقول له من واقع تجربة ودراية إن تقريرا يوميا عن سير العمليات العسكرية والأهداف المتحققة يعرض على فخامته وهو جزء رئيسي في مراحل التخطيط والتنفيذ ولعل الزيارة الدورية لسمو قائد العمليات المشتركة الأمير الحكيم فهد بن تركي آل سعود لفخامة الرئيس كافية لتخرس تلك الأبواق الرخيصة، إذن ضبابية المشهد اليمني إعلاميا يعود لجيش من العاطلين عن العمل الذين يصرون على إطلاق ألقاب رنانة قبل أسمائهم للتكسب المادي أو إيجاد موطئ قدم لهم في المشهد التلفزيوني، هناك العشرات من الخبراء الصادقين من أصحاب الخبرة والتخصص والدراية لكن هناك المئات من العاطلين عن العمل أيضا يساهمون في تشتيت المشاهد ويتسببون بقصد أو بجهل في ضبابية المشهد. لمحة مصطلح قنديل وزنبيل الذي يكثر الحديث عنه هذه الأيام في الساحة اليمنية هما من إبداع الماكنة الإعلامية اليمنية ردا على تصنيف الحوثي لأتباعه بالشكل الصريح التالي، القنديل هو من ينحدر من عائلات تصنف نفسها على أنها هاشمية والزنبيل هم المغرر بهم والسذج ومرتزقة الحروب الذين يستخدمهم الحوثي دروعا بشريا له وللقناديل. * كاتب وإعلامي خليجي malarab1@