أرسل المصطفى صلى الله عليه وسلم، السفراء إلى الأمم المتاخمة بعد أن وطد أركان الدولة وجمع شتاتها، واهتم بانتقاء هؤلاء السفراء وشخصياتهم وحنكتهم ودرايتهم، وهو ما يؤكد أهمية اختيار العاملين في السفارات والممثلين الدبلوماسيين. زرت عددا من قارات العالم وتشرفت بمقابلة موظفين سعوديين في سفاراتنا، وشاهدت النقلة الجبارة في التعامل من قبل السفراء والمنسوبين، فبداية من سفارة أوغندا ومن خلال سفيرها الدكتور عبدالله بن فهد القحطاني وزملائه في السفارة السعودية استمعت وشاهدت جهود المملكة في أوغندا من خلال الميزانيات المرصودة للمشاريع الإنمائية والصحية والتعليمية والتي تساهم في نهضة أوغندا وتنميتها، كذلك لا أنسى سفر الشريف الذي انتقل حاليا إلى سفارتنا في مدريد الذي قدم جهودا خلال زيارتي لإسبانيا، وأيضا بقية الشباب السعوديين والذين يتسابقون لتقديم النصيحة والمشورة لكل زائر لمختلف البلدان. عقب ذلك انتقلت إلى أمريكا اللاتينية وبالتحديد تشيلي وهناك التقيت بشخصية فريدة مزجت خبرة السنين والثقافة العالية وصهرها في قالب دبلوماسي رائع وهو سفيرنا الدكتور عبدالله العواد شقيق وزير الإعلام السابق الدكتور عواد العواد، والسفير العواد رجل تجول في دول العالم واكتسب الكثير من المعارف ظهرت في حديثه عن كل منطقة، وقد استفسر عن برنامجي في الرحلة، وقدم نصائح بحماس وغيرة ساهمت في تعديل برنامجي، حتى استفيد من وقتي طيلة فترة بقائي في سانتياغو، وكنت أتشرف بعنايته ومتابعته. وفي آخر محطات التجوال شاءت إرادة المولى أن أعيش موقفا يزيد من قناعاتي بتطور الدبلوماسية السعودية وبالتحديد في برلين بألمانيا، حيث بادرت الملحقية بحل مشكلة طالب سعودي أمام عيني وهو عمل يثلج الصدر. إنني على يقين بأن سفاراتنا في دول العالم تزخر بعشرات الأمثلة من الشباب المتوثب لخدمة دينه ووطنه والخبرات الغنية التي تطرز السياسة بمداد من ذهب وتوثق جهود حكومتنا الرشيدة في السلم والسلام وتوطد علاقتنا مع شعوب العالم.