اتفق عدد من المختصين في الشأن المجتمعي على أن الإخوان يوالون جماعتهم أكثر من الدول، الأمر الذي يشكل خطرا على النسيج الاجتماعي، داعين إلى تعرية هذا التنظيم للحفاظ على الأوطان والقضاء على تلك الأفكار السامة التي تستهدف وحدة البلاد وشق الصف الوطني. وأوضحوا خلال مداخلاتهم في ندوة نظمها ملتقى «صحافيون» مساء أمس الأول (الثلاثاء)، في مدينة الرياض، بعنوان «تنظيم الإخوان.. إرهاب وتضليل»، بمشاركة عدد من المختصين في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه يجب أن يكون للجميع دور في الدفاع عن وطننا وديننا وعقيدتنا، وتسليط الضوء على بعض الجرائم والأكاذيب التي يقوم بها هذا التنظيم الخطير الذي يسعى إلى دمار العالم وتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف، ويدبر المكائد ضد وطننا وقيادتتا وينال من لحمتنا الوطنية. وناقشت الندوة الجناح العسكري الجهادي لتنظيم الإخوان وأبرز الحركات الإرهابية التي انبثقت من رحم الجماعة، والعلاقة بين التنظيمات الإرهابية والجناح السياسي للجماعة، والمخططات التي دعمتها الجماعة لإشاعة الفوضى في الوطن العربي، التي مولت من قطر، وعلاقة الأخيرة بمشاريع الربيع العربي. وقال أمين عام ملتقى «صحافيون» الزميل حماد السهلي في كلمته: «تتعرض السعودية إلى هجمات شرسة وأكاذيب ممنهجة من أبواق مأجورة مدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي للنيل من بلادنا وخلق الفوضى والدمار». وأضاف: «من حق كل سعودي وسعودية أن يقف شامخا ويدافع عن وطنه ويعرف حقيقة هذا التنظيم الذي يبث سمومه في مجتمعاتنا ويسعى لتدميرنا، وهذا لن يحصل بإذن الله، ثم بسواعد السعوديين وإرادتهم ووقوفهم صفا واحدا خلف قيادتهم الرشيدة للقضاء على هذا الفكر السرطاني المتفشي». وأكد عضو مجلس الشورى السابق الخبير السياسي الدكتور مشعل العلي، خلال الندوة، أن الدولة السعودية واجهت ظلم وغدر من كانوا في محل الرحمة والشفقة والرعاية، وأخذوا وسائل الإعلام وسيلة لنشر فسادهم وتحقيق أهدافهم، ومنهم من يعد نفسه يدافع عن الإسلام وهو بعيد عنه. وأضاف أن الدين من الوسائل التي تجعل تنظيم الإخوان ينفذون أهدافهم، واصفا وسائل التواصل الاجتماعي بأنها من أقوى المؤثرات في تحقيق الرأي العام. واعتبر الباحث في الجماعات المتطرفة المحلل السياسي حمود الزيادي أن الكتب والمؤلفات من أكبر المؤثرات لنشر فساد الإخوان المسلمين، ووصف ذلك بالعنف، ورغم ذلك استطاعت المملكة صد تلك الخطط والأفكار الإخوانية ووسائلها. وقال الزيادي: «الانتماء بالوطنية ورموزها غير موجود في الجماعات الإخوانية، والجماعات والدول الداعمة لهم ترفض دعوات في مكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن كتاب «معالم في الطريق» لسيد قطب، يعتبر دستور الإخوان في فكرهم العنفي. ولفت إلى أن أعضاء تنظيم الإخوان لا يعترفون بالدول ورموزها، بل يرون أن جماعتهم أعلى من الدول، وولاءهم أكثر لتنظيمهم من دولهم. ووجه رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية بالكويت الدكتور فهد الشليمي بطاقات شكر أولا للمرأة السعودية، كونها من أقوى الحماة للبلاد بمعرفة حقوقها وأداء واجبها في أسرتها ومجتمعها، وللشعب السعودي الذي صد تلك الهجمات بفضل الوعي المستمر من القيادة الحكيمة. وذكر أن المملكة ودول الخليج مستهدفة من خلال خطط ومؤامرات لأجل الفساد والتدمير، لافتا إلى أن التبرعات كانت من أسباب بقاء جماعة الإخوان المسلمين وقوّتهم فشوهوا صورة الإسلام وأهله. وأضاف: «القيادة السعودية شجاعة من خلال نجاحها في تنظيم الحج وإدارة الحرب في اليمن في وقت واحد، وهذا العمل يدعو للفخر والاحترام»، مشددا على أن الدولة الوطنية غائبة عن تنظيم الإخوان ويحضر بدلا عنها لديهم الدولة الحزبية. يذكر أن الندوة، التي أدارها الزميل علي الهمامي، تأتي ضمن مشاريع ملتقى «صحافيون»، التي تعزز مبادئ التوعية في المجتمع لمنع أي أفكار متطرفة تسهم في انتشار الأفكار المغلوطة التي تؤثر على اللحمة الوطنية.