في حوار مع ولي العهد عن المشكلات الاقتصادية التي تواجه المواطن السعودي وعلى رأسها مشكلة البطالة أجاب بقوله: «الفرص التي أمامنا أكبر من هذه القضية.. طموحنا سوف يبتلع هذه المشاكل»، وها نحن اليوم نقف أمام مشهد من مشاهد «ابتلاع» مشاكلنا من خلال برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية الذي دشنه صانع المستقبل وقاهر المستحيلات سمو ولي العهد محمد بن سلمان (الإثنين). ويهدف هذا المشروع الاقتصادي إلى إسهام القطاعات الصناعية في الناتج المحلي إلى 1.2 تريليون ريال وتحفيز استثمارات بقيمة تفوق 1.7 تريليون ريال ورفع حجم الصادرات غير النفطية إلى أكثر من تريليون ريال واستحداث 1.6 مليون وظيفة جديدة. ونحن بهذا المشهد سنشهد كيف تتحوّل المملكة إلى قوة صناعية رائدة تقدم خدمات لوجستية عالمية عبر تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية. المشهد مهيب جدا ولكنه غير مستحيل ويحتاج إلى قراءة واقعية لمدى توفر الأيدي الوطنية الصناعية العاملة ومدى كفاءتها وقراءة النواقص منها واحتياجاتها التأهيلية. أكثر من مليون وظيفة تنتظر الشباب السعودي، فعليهم إدراك الأمر والإصرار على عدم مرور الفرص القادمة واستثمارها الاستثمار الذي يخدم وطنهم ويحقق رؤيته. أكثر من مليون وظيفة تجعلنا نقف ونعاود ترتيب أوراقنا لتأهيل المستفيدين منها ونقرر الآن بأننا لن ندع الأمر يمر مروراً اعتباطياً أو اجتهاديا؛ بل ينبغي علينا من الآن التخطيط لتنمية خططها التي أعلن ولي العهد عن جاهزيتها. وبما أنه لأول مرة يُصمم برنامج تنموي واحد يهدف لإحداث التكامل بين القطاعات المستهدفة: الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية، بما يمهد لتطوير صناعات نوعية غير مسبوقة، ويعزز زيادة الصادرات غير النفطية، ويخفض الواردات ويرفع إسهامات قطاعاته المستهدفة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية، عليه ينبغى أن تكون هناك مهام وأدوار تكاملية بين جميع القطاعات الحكومية والخاصة من أجل التأهيل الفني والمهني والمعرفي للشباب السعودي وإعدادهم لسوق عمل الأكثر من مليون وظيفة، وذلك من خلال إلحاقهم ببرامج مهنية تدريبية خاصة تماثل الدبلوم وتشمل مجالات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات المستهدفة وتكون هذه البرامج على أيدي خبراء عالميين، فمثل هذه المشاريع الاقتصادية بما أنها جزء من الأمن الاقتصادي الوطني أرى ضرورة إدارتها من قبل المواطنين والاستغناء عن غيرهم. كما أرى من الضروري الإعلان عن طبيعية مجالات هذه الوظائف وخصائصها وأساليب توظيفها وخططها والمبادرات التي تستهدفها وأسواق عملها والتحديات التي تحدوها.. فنجاح أي مشروع يبدأ من معرفة وتأهيل الأيدي الصناعية العاملة؛ لتصبح أيدياً ذات خبرة فنية جاهزة ومدربة ولديها البنى الأساسية الجيّدة التي وإن أخفقت الإدارة الصناعية للمشروع نجحت هي بقوتها العاملة الصناعية في تحقيق الهدف.