ليلٌ يمشي على الرصيف يمسك في يده رجلا ويدخلان في مقهى جانبي... الرجل في آخر السهرة يتململ في مكانه ينهض ويجلس مرارا وكأنه يريد منه أمرا ما: كأنْ يعيد له قصة حب ضائعة كأنْ يبقى معه لمدة أطول كأنْ... لكنه لا يبدو مقتنعا لأنه ما إن يستسلم الرجل لمقعده ويبدأ صوته في الخفوت حتى ينهض الليل يلملم أشياءه: قصص الحب والأغاني الوشايات والدسائس والخيانات الأحلام والكوابيس النجوم البعيدة والخافتة... يلملمها في حقيبة سوداء ضخمة ويخرج تاركا الرجل خلفه وقد تحول إلى رماد... يغادر الليل المقهى وحيدا يمشي على الرصيف وظهره إلى الخلف يختفي رويدا رويدا تاركا البيوت والشوارع والناس.. تاركا المدينة عاريةً تماما !