أوضح عميد كلية العلوم والآداب بمحافظة ظهران الجنوب نائب المشرف على وحدة التوعية الفكرية بجامعة الملك خالد الدكتور مسفر الوادعي ل«عكاظ» أن المواطنة الرقمية تأتي في ظل التطور التقني العالمي، وظهور ما يعرف بالهجمات الإلكترونية والسيبرانية، والعديد من المعرفات الوهمية على شبكات التواصل الاجتماعي؛ بهدف التعدي على الثوابت الشرعية، وتجنيد العديد من المأجورين للتشكيك في منطوق ومفهوم النصوص الشرعية، ومهاجمة الدول والتقليل من مقدراتها المادية والبشرية، وإيجاد الفجوة بين أفراد المجتمع تارة بالطائفية وتارة بالحزبية وتارة بالمناطقية، من خلال تجنيد سفهاء الأحلام وصغار السن. وقال الوادعي إن ذلك يأتي في ظل تواجد فئة الشباب والشابات السعوديين على منصات التواصل الاجتماعي. فعلى سبيل المثال يوجد بالمملكة أكثر من 25 مليون حساب على منصات التواصل الاجتماعي كتويتر والفيسبوك والواتساب وغيرها، كما يستخدم اليوم أكثر من 23 مليون نسمة منصة اليوتيوب، وأكثر من 22 مليونا منصة الفيسبوك، وأكثر من 17 مليونا منصة تويتر، ومن هنا برزت أهمية دور المؤسسات التعليمية بأشكالها الثلاث: التعليم الجامعي، والعام، والفني والتقني، في صناعة الوعي الفكري السليم لدى أبنائنا وبناتنا وتزويدهم بأدواته التي تؤهلهم للتمييز بين الحق والباطل والنافع والضار وبين العدو والصديق، كما ستجعلهم أكثر وعياً ونضجاً في التعامل مع المستجدات العالمية والفكرية على مختلف الأصعدة، مشيرا إلى أن المخاوف تتمثل في التشكيك في مصادر التشريع، التي قامت عليها هذه البلاد المباركة والقدح فيها، من خلال دعاوى أعمال العقل المطلق وإعادة قراءة النص الشرعي من منظور عقلي، والقدح في الرموز الشرعية ممن ائتمنهم ولي الأمر، على توجيه ونصح الناس، والتعرض للرموز الوطنية، ومحاولة انتقاصها وترويج الشائعات المغرضة، التي من شأنها إحداث الفجوة بين الراعي والرعية، وتصنيف المجتمع وتقسيمه وفق أسس باطلة والعمل وفق أجندة خارجية تعمل لصالح العدو الذي يسعى جاهداً للإطاحة بالدولة والمجتمع.