احتشد محتجو «السترات الصفراء» في باريس (السبت) العاشر على التوالي ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، وسط مخاوف من حدوث أعمال عنف، على رغم بدء ماكرون «النقاش الكبير» الذي لا يبدو أنه هدأ غضب المحتجين. وبدأ المحتجون في الاحتشاد بمحاذاة الشانزليزيه وقرب مجلس النواب وبرج إيفل. وردد بضع عشرات من المتظاهرين «ماكرون استقل». وقالت المتظاهرة صوفي تيسييه: «ماكرون لا يسمع ولا يفهم شيئا مما يحدث، ونحاول أن نجعله يفتح عينيه. هناك معاناة إنسانية حقيقية». وشكل عدد المتظاهرين مؤشرا على فاعلية «النقاش الوطني الكبير» الذي أطلقه ماكرون لتطويق أسوأ أزمة اجتماعية منذ انتخابه في 2017. وتوقع مصدر أمني حدوث تعبئة تعادل في حجمها على الأقل تعبئة الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر الأمني أنه أطلقت دعوات للمتظاهرين باستهداف قوات الأمن. وشهدت التجمعات السابقة بعض الصدامات العنيفة أحيانا. وشوهت مشاهد عنف في باريس طافت العالم صورة فرنسا كأبرز وجهة سياحية عالمية. وقال وزير الدولة للداخلية لوران نونيز إن السلطات أعدت «انتشارا أمنيا شبيها بنهاية الأسبوع السابق». وكان تم نشر نحو 80 ألف شرطي ودركي في فرنسا، أي ما يساوي عدد المتظاهرين الأسبوع الماضي، منهم 5 آلاف في باريس، بحسب إدارة الشرطة. وكتبت صحيفة «لوباريزيان» في عنوانها الرئيسي «تحدي الحفاظ على النظام»، متسائلة عن «كيفية التصرف إزاء المتظاهرين الأشد عنفا». وبالتوازي مع ذلك، واصل الرئيس ماكرون جولته عبر فرنسا لإجراء نقاشات مطولة مع مئات من رؤساء البلديات، وذلك في إطار ما أطلق عليه «النقاش الكبير» الهادف للإنصات لمطالب المحتجين. وأشار استطلاع نشر الخميس إلى أن 94% من الفرنسيين سمعوا عن «النقاش الوطني الكبير»، لكن 64% شككوا في جدواه، وأقل من الثلث (29%) قالوا إنهم ينوون المشاركة فيه.