هَرِم حي الفروسية (شمال جدة) قبل أوانه، فرغم أن عمره لا يزيد على 7 سنوات، وهي مدة ضئيلة لا تحسب في عمر الأماكن، إلا أن من يتجول في أروقته، يعتقد أنه مضت عشرات السنين على تأسيسه، بسبب نقص الخدمات التنموية الأساسية، فضلاً عن الأخطار التي تنتشر فيه، بسبب مولدات الكهرباء المكشوفة التي تهدد العابرين بالصعق، إضافة إلى انتشار مخالفي أنظمة العمل والإقامة الذين اتخذوا من عبَّارات الحي مساكن لهم، يأوون إليها ليلاً، ويمارسون في الفروسية كثيراً من التجاوزات كالسرقة والاعتداء على الأبرياء، ما دفع السكان للمطالبة بإنشاء مركز للشرطة يضبط الأمن في الحي الذي دبت فيه الشيخوخة سريعاً. ولم تقتصر معاناة الحي عند هذا الحد، فالفروسية يفتقر للمدارس، ما يدخل الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم في رحلات يومية شاقة إلى المجمعات التعليمية في الأحياء البعيدة. ويعاني من تهالك شوارعه وافتقادها السفلتة والرصف والإنارة، فضلاً عن أن طريقه الرئيسي الذي يربطه بعسفان، لم يكتمل رغم أهميته وحيويته. ويطالب السكان بالارتقاء بالإصحاح البيئي في حيهم، وإزالة النفايات المتكدسة في أروقته، مع إنشاء عدد كافٍ من المساجد والحدائق العامة، يقصدها الأطفال بدلاً من لهوهم في الشوارع الرئيسية، مشددين على ضرورة تزويد حيهم بمركز رعاية صحية أولية، وآخر للدفاع المدني يباشر الحوادث والحرائق في الفروسية، معتبرين إنشاء مركز للهلال الأحمر في الحي ضرورة، ليلبي البلاغات المختلفة. ورأى محمد قاسم أن حي الفروسية ليس له من اسمه نصيب، فانطلاقة عجلة التنمية فيه بطيئة وتكاد تكون متعثرة، وذكر أن المخاطر تكالبت على الحي من كل جانب، إذ تنتشر في أروقته مولدات تيار الضغط العالي المكشوفة، التي تهدد العابرين، خصوصاً الصغار، بالصعق الكهربائي، مشدداً على ضرورة تدارك الأمر، ومعالجة تلك الصناديق الخطرة، قبل حدوث ما لا تحمد عقباه. وأشار قاسم إلى أن غالبية سكان الحي باتوا يعضون أصابع الندم، لإنفاقهم أموالاً طائلة في تشييد مساكنهم في الحي، بعد أن أثبتت لهم الأيام افتقاره لكثير من المشاريع التنموية الأساسية، منتقداً إصدار أمانة جدة تراخيص لمخططات دون أن تكتمل الخدمات فيها. وشكا سعيد المالكي من افتقار الحي للمدارس، تنهي معاناة الطلاب والطالبات وأولياء الأمور من الرحلات اليومية لتلقي العلم في الأحياء البعيدة، منتقداً تدني مستوى الإصحاح البيئي فيه، إذ تتكدس في أروقته النفايات . ودعا المالكي إلى تكثيف صيانة الشوارع المتهالكة وسفلتتها ورصفها وإنارتها، متسائلاً عن الأسباب التي أعاقت استكمال سفلتة الطريق الرئيسي الذي يربط الحي بعسفان. وانتقد المالكي افتقاد الحي لمركز للرعاية الصحية الأولية، يقدم خدماته للسكان، مثل التطعيمات وغيرها، ملمحاً إلى أنهم يضطرون للانتقال إلى الأحياء البعيدة بحثاً عن العلاج في مراكزها الصحية. ورأى حاجة الحي لمركز للدفاع المدني وآخر للهلال الأحمر، يقدمان خدماتهما المختلفة للسكان، مشيراً إلى أن رجال الإنقاذ كثيراً ما يصلون متأخرين إلى مواقع الحرائق، لقدومهم من أحياء بعيدة، ما يفاقم الأخطار والخسائر. وأبدى المالكي استياءه من استحواذ الشاحنات والمعدات على أجزاء واسعة من شوارع الحي، مربكة حركة السير. عبَّارات الحي مأوى للمخالفين وحذر علي مهدي علوي من تزايد مخالفي أنظمة العمل والإقامة في الفروسية، لافتاً إلى أنهم يتخذون من العبَّارات في الحي مأوىً لهم ليلاً، وينطلقون منها بشروق الشمس لممارسة كثير من التجاوز بين مساكنهم. وطالب بافتتاح مركز للشرطة يضبط الأوضاع الأمنية، ويتابع المخالفين الذين وجدوا من الفروسية منطقة مناسبة لارتكاب تجاوزاتهم المتعددة. واستغرب علوي افتقار الحي لحدائق عامة، لتكون متنفساً للأسر، خصوصاً أن الفروسية يعتبر مخططاً حديثاً، وكان من الأجدى أن يزود بمرافق ترفيه كافية. ولفت إلى النقص الذي يعانيه الحي في المساجد، موضحاً أن عددها لا يواكب كثافة السكان المتزايدة في الحي.