لا يمكن إغفال أنَّ مُدرب المنتخب السعودي (بيتزي) هو نجم المُنتخب في الجولتين الماضيتين أمام كوريا الشمالية ولبنان.. حيثُ حققت طريقته، وهي عدم اللعب بمُهاجمٍ صريح والاكتفاء بخط وسط من 5 لاعبين وأمامهم فهد المولد نجاحاً مُلفتاً، وهؤلاء الخمسة يعتمدون على المهارة والقدرة على نقل الكرات البينيَّة بدقة مُتناهية والمُباغتة بالكرات الطويلة، كما أنَّهم يتميزون بأداءٍ مُتشابهٍ وثابت، وأعني التشابه في المهارة وليس الأدوار، هذه الطريقة بدأ بها (بيتزي) خلال كأس العالم ولكنَّها لم تحقق الدرجة العالية من النجاح لأن (بيتزي) عاندَ وكابر في عدم اعتماده على محور دفاعي تقليدي في نهائيات كأس العالم والتي تحتاج محورين دفاعيين لا محورا واحدا. أعودُ للمُدرب (بيتزي) خلال الجولتين الماضيتين واللتين حققَ فيهما نجاحاً باهراً، بل إنَّني أعتبرُ نجوميته طغت على نجوميَّة سالم الدوسري وهتان باهبري، ولكن أمام إشادتنا بالمُدرب لا يُمكن إغفال السؤال المُهم وهو هل (بيتزي) سوف يستمر على طريقته في مُباريات ما بعد التأهل من المجموعة؟ فالمُنتخب إذا تأهلَ عن أوَّل المجموعة فسوف يُلاقي ثاني المجموعة (D) وهو مُنتخب إيران أو العراق، وإذا تأهلَ المُنتخب كثاني مجموعته فسوف يُلاقي أوَّل المجموعة (F) وهو مُنتخب اليابان أو أوزبكستان. ولذا أكرر السؤال هل (بيتزي) سيعتمدُ على طريقته السابقة بعدم اللعب بمُهاجمٍ صريح ومحور دفاعي تقليدي أمام مُنتخبات (اليابان أو إيران أو العراق أو أوزبكستان)..؟ وحال كان (بيتزي) سيُغيرُ طريقته ويلعبُ بالمُهاجمِ الصريح والمحور التقليدي فمتى سيبدأ بتطبيق ذلك؟ هل يترك ذلك لظروف المُباريات أم يُحددها بمُباراة معيَّنة؟ للإجابة عن التساؤلات أقول إن استمر (بيتزي) في طريقته فإنَّهُ يلعب بالبيضة والحجر ويُغامر مُغامرة مُخيفة قد تعودُ بضررها على المُنتخب، وإن أرادَ تغيير خطته للطريقة المُثلى وهي اللعب بمحور تقليدي دفاعي ومُهاجم صريح فعليه أن يبدأ بذلك من خلال مُباراة قطر يوم الخميس القادم، فهذه المُباراة بكُلِّ ظروفها هي النموذج الأمثل للبدءِ في تطبيق طريقة اللعب الجديدة، لاسيما أنَّ المُنتخب ضمنَ التأهل، فهل يفعلها (بيتزي) ويترك اللعب بالبيضة والحجر أم يُواصل في عناده الذي كانَ خلال نهائيات كأس العالم. لجنة لا تقرأ اللائحة صدرَ قرار لجنة الانضباط رقم 215 في 13/1/2019م المُتضمن عقوبة رئيس نادي النصر بغرامة ماليَّة 20 ألف ريال بناءً على شكوى تقدَّمت بها إدارة نادي الهلال ضدَّ تغريدة لرئيس النصر تضمَّنت -وفق القرار- أنَّ فيها إساءة لنادي الهلال وبالتالي مُخالفة رئيس النصر للمادة 50/1 من لائحة الانضباط. هنا أسألُ لجنة الانضباط طالما أنَّ رئيس النصر قامَ بكتابة تغريدة عبر التواصل الاجتماعي وهذه المواقع مشمولة حال المُخالفات بالعقوبة وفق ما نصَّت عليه المادة 50/1، وطالما أنَّ ما قامَ به هي ألفاظ مكتوبة قد تحتملُ أكثر من معنى، فهنا كان لِزاماً على لجنة الانضباط الأخذ بما نصَّت عليه لائحة الانضباط من ناحية إعطاء المُدعى عليه ما نصَّ عليه الفصل الثاني من اللائحة والخاص بحق الدفاع، وخصوصاً المادة 110، الخاصَّة بالحق بالترافع، وكذلك الفصل الرابع الخاص بالتمثيل أمام اللجان القضائيَّة، والفصل الخامس الخاص بجلسات الاستماع الشفويَّة، كل هذا لم تأخذ به اللجنة أمام لفظٍ مكتوب قد يحتملُ عشرات المعاني، وحين تطبيق ما نصَّت عليه اللائحة وأخذ ما عند المُدعى عليه من أقوال وتفسيرات فهنا يحق للجنة إصدار قرارها وفق تقديرها القانوني بالعقوبة من عدمها، ولكنَّها عاقبت دون الرجوع لأقوال المُدعى عليه وخالفت نصوص لائحة الانضباط. خاتمة مأساةُ حِكمتنا كلامٌ هادرٌ لا عين تُبصِرهُ ولا قلبٌ يعي. @k_alsh3laan