لم تكن الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الأول في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مفاجئة لمن يعرف السياسات الأمريكية المبدئية والثابتة تجاه الشرق الأوسط وتشعبات قضاياه، إذ ألمح الوزير الأمريكي في كلمته إلى أن انسحاب الولاياتالمتحدة من سورية لن يكون انكفاء عن القيام بدورها في مسرح الأحداث في المنطقة الأكثر سخونة والأشد دراماتيكية والحافلة بكل ما يخطر على البال من التقاطعات والتداخلات المؤثرة على المشهد السياسي العالمي. وكان اللافت في كلمة الوزير الأمريكي تأكيده على أن السياسة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لم تكن تلقي بالا للتحالفات التقليدية للولايات المتحدة وصداقاتها الراسخة في المنطقة، الأمر الذي أسهم في نشر الفوضى جراء تخليه عن الشرق الأوسط وتركه للمتشددين والنفوذ الإيراني، مما دعا بومبيو إلى التشديد في كلمته على وجوب التصدي للتنظيمات الإرهابية والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وتحجيم دور التنظيمات والميليشيات التابعة لطهران، التي تعيث فسادا في المنطقة. وفي ظل هذه النبرة الأمريكية الواضحة والصريحة يتحتم على كل محب للسلام والاستقرار في هذه المنطقة الوقوف بكل إصرار وتصميم لاغتنام هذه اللحظة الزمنية الفارقة من أجل إعادة عقارب الساعة إلى انتظامها الطبيعي، وصد كل قوى الشر في المنطقة وإنكاصها إلى حجمها الحقيقي الذي كانت عليه قبل العهد الأوبامي. فقد آن للصوت العربي المعتدل والعقلاني أن يعود له تأثيره وفاعليته بعد أن يخفت فحيح الأفاعي وضجيج الأقزام.