بينما كنت في عراك مع أفكار تأخذ ولا تعطي كحال تلك الأفكار العائمة تلقيت اتصالاً هاتفياً قطع استمرارية هذا التفكير ليضرب موعداً مع شخصية مرموقة وذات ثقل اجتماعي ومهني لا يختلف عليه اثنان! استقبلتُ هذا الاتصال بوابلٍ من الترحيب، إلا أن ردود هذه الحفاوة كانت كسولة وخجولة، حينها شعرتُ أن مشكلة قد جثمت على صدر هذا المُبجَّل وهذا المخضرم الذي شعرت وكأنه يتنفس من تحت الماء! فخاطبني قائلاً: اطَّلعتُ على إحدى تغريداتك والتي كان مطلعها «يترجَّل المبدعون عن عروشهم ليتنفسوا حراك البسطاء هروباً من حالات إغماءٍ تلازم بعضهم ضريبة تمسّكهم بالقلاع وعروشِها، ناهيكَ أن الأمر يزداد اختناقاً إذا كانوا من أولئك الذين أنفاسهم قصيرة». يا سيدي بعض القادة يفتقرون لما يسمى ب«بثلاثية الأبعاد» في قيادتهم كمحاكاة لواقعٍ افتراضي يرى منظومته من كل الاتجاهات، وما أعنيه من حالات الإغماء هي: الحالة النفسية التي يعاني منها البعض عندما يصدِر قراراً أو يتخذ خطوة ولم تكن مخرجاتها مرضية، فتجده متأزماً على الرغم من أن سيناريو هذا المشهد كان بقناعته وبإمضائه! مثل هؤلاء يصنع أجندة خاصة، أو كما يقال في عرفكم المتداول «بطانة» أو مستشارين أو مقربين أو ثقاة.. سمِّها ما شئت. فتجده لا يتقبل أو يقرأ نصاً من فصول القصة إلا أن يكون من تأليف أحدهم وإخراجه، وكأنهم بمثابة مجاديف «اللدائن» التي بها ينجو مركبه المتأزم من ويل الموج وأهواله..! فكانت نصيحتي لمثل هؤلاء أن يتنفسوا الحياة من خلال قاعدة البسطاء التي صعدوا منها، فالقمة خانقة وقد تلحق بهم ضرراً إن لم يترجلوا منها وتترك لمن يتنفس بعمق ويثق في إدارته معتمداً على قراءته في اتخاذ قراراته..! فمن أي الفريقين «أنت» يا «أستاذي» وكيف كان «تنفسك»؟! دمتم بود