بعد استضافته نسخة 2000 وخروجه المخيب من الدور الأول، يشارك لبنان في كأس آسيا لكرة القدم 2019 مع جيل يبحث عن باكورة انتصاراته في بطولة بلغها للمرة الأولى من بوابة التصفيات. وجاءت المشاركة الأولى ضعيفة برغم الاستفادة من تجنيس ستة لاعبين برازيليين، فيما ركز المدرب الحالي المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش على الانتشار اللبناني، ليرفد المنتخب بلاعبين ترعرعوا في الملاعب الأوروبية. ويرى القائد السابق للمنتخب رضا عنتر والذي كان في عداد منتخب عام 2000 أن «سبب الإخفاق إداري وليس فنيا لأن المنتخب حينها كان ممتازا، فيما تأثر بتغيير المدرب المصري محمود سعد باليوغوسلافي يوسيب سكوبلار وتجنيس لاعبين عاديين جداً، إضافة إلى إيقاف موسى حجيج وقتها قبل استدعائه لاحقاً». ويضيف عن الجيل الحالي «نملك جيلا جديدا غالبيتهم لعبت بجانبهم قبل سنوات تحت إشراف المدرب الألماني ثيو بوكير، والآن أصبحوا ناضجين أكثر وخبرتهم أعلى والبعض احترف وعاد». وتضم التشكيلة النهائية ستة لاعبين يحترفون خارج لبنان أبرزهم لاعب وسط هايدوك سبليت الكرواتي باسل جرادي ومدافع النصر الإماراتي جوان الأومري، فضلاً عن لاعبين محليين كانت لهم تجربة خارجية مثل قائد المنتخب حسن معتوق المحترف طويلا في الإمارات، وسمير أياس لاعب وسط سسكا صوفيا البلغاري السابق. يضيف عنتر لاعب هامبورغ وفرايبورغ وكولن في ألمانيا سابقا «هذه البطولة المهمة فرصة لهم لكونها متابعة من غالبية الكشافين، وأنا بعد آسيا 2000 احترفت، وأرى أن المنتخب الحالي أفضل من سابقه». هذه الطفرة في الاعتماد على اللاعبين الآتين من دول الانتشار جاءت بعد النتائج المفاجئة في تصفيات مونديال البرازيل 2014 حيث بلغ لبنان حينها الدور الحاسم على حساب الإمارات والكويت فضلاً عن تحقيقه نتائج لافتة في تلك الآونة كالفوز على كوريا الجنوبية وإيران. كما أنه كان قريبا من المشاركة القارية قبل أربع سنوات في أستراليا 2015، إلا أنه تخلف بفارق هدف واحد عن الصين. وهذه المرة خاض المنتخب التصفيات المزدوجة، فودع من السباق نحو مونديال روسيا إلا أنه انتزع التأهل إلى نهائيات الإمارات بجدارة إثر خمسة انتصارات وتعادل وحيد، وتصدر مجموعته أمام كوريا الشمالية التي يواجهها مجددا في الإمارات، وهونغ كونغ وماليزيا. ويفتتح لبنان مبارياته مع قطر اليوم (الأربعاء) على ملعب هزاع بن زايد في العين، ضمن المجموعة الخامسة التي تضم أيضا السعودية وكوريا الشمالية. وتحدث المدرب رادولوفيتش لوكالة فرانس برس عن الفوارق الكبيرة بين فريقه والمنتخبات المنافسة، «المنتخب السعودي يعد مرشحا للقب لاسيما إثر مشاركته الجيدة نسبيا في مونديال روسيا الماضي، والقطري يحضّر منتخباً قويا لنهايات كأس العالم القادمة في أرضه، والمنتخب الكوري الشمالي سيكون مغايراً عن الذي واجهناه في التصفيات». ويؤدي الاستقرار الفني داخل الفريق دوراً كبيراً في هذه النتائج الإيجابية في العامين الأخيرين، حيث يقود المدرب رادولوفيتش منتخب لبنان منذ مايو 2015، وكان نتيجة هذا الاستقرار سلسلة مميزة من النتائج، قادت لبنان إلى المركز التاسع آسيوياً وال81 عالمياً في التصنيف الدولي الذي يصدره «فيفا».