ها هو مُنتخب الهند يبدأ في لفتِ الانتباه في بطولة كأس آسيا في دولة الإمارات بانتصاره على منتخب تايلند المُتطور بأربعة أهداف، من كان يتوقع النتيجة؟ يبدو عددٌ قليل كان يضعُ التوقع الإيجابي لمصلحة مُنتخب الهند، قبل يومين تغلبت الهند على تايلند وبدأ الحديثُ عن بداية تطور كرة القدم في دولة الهند والتي أتوقع أن تشهدَ مزيداً من التطور. أقف عند قصص ألف ليلة وليلة، ولكنَّها من القصص الحقيقيَّة وليست من وحي الخيال، فالتاريخ يقولُ بأنَّ مُنتخب الهند انسحب من كأس العالم عام 1950م، وسبب الانسحاب ليس عائداً لأحداث تتعلقُ بالتنظيم ولا بقرارات تتعلق بالتحكيم، ولكن كان سببُ الانسحاب «الأحذية»..! كان الإنجليز خلال الاستعمار البريطاني للهند يُنظمون بطولات كرة القدم في الهند ولكنَّها مُخصَّصة للأندية الإنجليزيَّة، ويُشارك خلال هذه البطولات فريق هندي واحد، وحصلت مُفاجأة خلال عام 1911م، حيثُ فازَ هذا الفريق الهندي - الذي كان يلعبُ لاعبوه بدون أحذية - أمام الفرق الإنجليزيَّة، وعندما استقلَّت الهند شاركت في بطولة الأولمبياد في إنجلترا عام 1948م فتكرر اللعب بدون أحذية ولكن على صعيد المُنتخب الهندي. وخلال كأس العالم في البرازيل عام 1950م صدرَ قرارٌ من الفيفا مضمونه أن يُشاركَ فريقٌ آسيوي في نهائيات كأس العالم، فوقع الاختيارُ على مُنتخب الهند بعد اعتذار عدَّة مُنتخبات آسيويَّة، ومن خلال القرعة وقعت الهند في مجموعة تضمُ مُنتخبات إيطاليا والسويد والبارغواي، ولكن الاتحاد الهندي لكرة القدم قرَّر عدم المُشاركة بل والانسحاب من البطولة بأكملها، فتداولت وسائل الإعلام حينها بأنَّ لاعبي مُنتخب الهند رفضوا المُشاركة في البطولة وهم يلبسون الأحذية..! قد نستغربُ انسحاب مُنتخب بسبب رفض لاعبيه اللعب بالأحذية، ولكن في ذلك الحين أي قبل (تسعة وستين عاماً) قد يُعدُّ حدثاً عاديَّاً وغير مُفاجئ، لاسيما أنَّ من قامَ بذلك مُنتخب بدائي جداً في اللعبة. ولكن في هذا العام 2019م هل ننتظر مُنتخبا ينسحبُ بسبب رفضه اللعب بالأحذية؟ طبعاً هذا من المُحال المُستحيل. ولكن نحنُ كسعوديين ماذا ننتظرُ من مُنتخبنا الوطني الأخضر في بداية مشواره نحو كأس آسيا مساء اليوم؟ بلاشك الكُل ينتظرُ العودة بكأس آسيا، ولا بديل عن الكأس وذلك لعدَّة أسباب أهمها أولاً ذلك الدعم المعنوي والمادي اللامحدود الذي تجده الرياضة، وبالذات كرة القدم، من اهتمام من قبل سمو ولي العهد - حفظه الله ورعاه- وكذلك من قبل الهيئة العامَّة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، والثاني هو مُشاركة المُنتخب في نهائيات كأس العالم، والثالث هو تواجد عدَّة لاعبين على قدر عالٍ من المُستوى الفني المقرون بالخبرة، كما أنَّ المُنتخب السعودي لايزال يحتفظُ (بالهيبة والاسم) على مستوى قارة آسيا، وهذه الهيبة مُهمَّة في عالم كرة القدم. على جميع اللاعبين وقبلهم الجهاز الفني استشعار هذه الحقيقة، وهي أنَّ كأس آسيا لابد أن يكون من نصيب المُنتخب السعودي، فكل الإمكانيات قد توفرت، كما أنَّ أغلب مُنتخبات العرب قلبها وتصفيقها وتشجيعها تجاه المُنتخب السعودي، هي عوامل كثيرة تجعل الكل يُطالب بكأس آسيا، وحال عدم الحصول على كأس آسيا بعد كل الدعم المعلوم وغير المعلوم يحقُ لنا أن نقول ليتَ لاعبي المُنتخب يعودون بدون أحذية. خاتمة «عاش الأخضر في الفؤاد واللسان عاش» k_alsh3lan@