قبل عدة عقود ، تركت كرة القدم الهندية بصمتها على ساحة كرة القدم الآسيوية وكانت في طريقها لخطف الأنظار على المستوى العالمي ولكنها أضاعت الفرصة قبل أن تشهد العقود التالية تراجعا حادا في مستوى كرة القدم بالهند حتى توارت بشكل كبير عن الأنظار. ونجح المنتخب الهندي لكرة القدم في الفوز بالميدالية الذهبية للعبة في دورتي الألعاب الآسيوية 1951 و1962 كما حل رابعا في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية عام 1956 بعدما تغلب على المنتخب الأسترالي 4/2 في أبرز النتائج التي حققها على مدار مسيرته. وسبق للمنتخب الهندي أن تأهل لنهائيات كأس العالم 1950 بالبرازيل ولكنه أعلن انسحابه من البطولة بسبب قواعد الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والتي تمنع اللاعبين من المشاركة في المباريات وهم حفاة. وفي عام 1964 ، شارك المنتخب الهندي في بطولة كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه ونجح في إحراز المركز الثاني في البطولة بينما لم تكن مشاركته الثانية بنفس النجاح حيث خرج من الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة التي أقيمت عام 1984 . ولذلك ، سيكون هدف المنتخب الهندي في كأس آسيا 2011 التي تستضيفها قطر من السابع إلى 29 يناير الحالي هو محاولة وضع قدمه على أول طريق المنافسة على الساحة الآسيوية مجددا. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الهندي شهد على مدار الفترة الماضية تطورا ملحوظا في مستواه وليس أدل على ذلك من فوزه بلقب بطولة كأس التحدي عام 2008 والتي أقيمت في ضيافة بلاده وبمشاركة المنتخبات الصاعدة على الساحة الآسيوية في السنوات الأخيرة. وجاء فوز المنتخب الهندي بلقب كأس التحدي ليمنح المنتخب الهندي بطاقة التأهل إلى كأس آسيا 2011 في قطر لتكون المشاركة الثالثة له في البطولة والأولى منذ عام 1984 . ويضع المنتخب الهندي وأنصاره أملا كبيرا على المدرب الإنجليزي بوب هاوتون /63 عاما/ المدير الفني للفريق وخبرته. ويحظى هاوتون بخبرة كبيرة حيث قاد فريق مالمو السويدي من قبل إلى نهائي كأس أوروبا للأندية عام 1979 وفاز باللقب كما سبق له تدريب المنتخب الصيني إضافة إلى قيادته المنتخب الهندي للفوز بثلاث بطولات صغيرة خلال الفترة من 2007 إلى 2009 ومنها بطولة كأس التحدي. ولكن بطولة كأس آسيا 2011 ستكون أول اختبار صعب وحقيقي بالنسبة له في مسيرته مع المنتخب الهندي وربما مسيرته التدريبية بأكملها. ويضاعف من صعوبة المهمة على هاوتون أن لاعبي المنتخب الهندي يفتقدون الخبرة بمثل هذه البطولات الكبيرة رغم تمتعهم ببعض المهارات الفنية. ومن الطبيعي ألا يكون هدف المنتخب الهندي هو المنافسة على لقب البطولة وإنما سيسعى الفريق إلى عبور الدور الأول. ولكن مهمة الفريق تبدو في غاية الصعوبة بعدما أوقعته القرعة في مجموعة تضم ثلاثة منتخبات أخرى من الصعب أن يتأهل على حساب أي منها وهي منتخبات كوريا الجنوبية وأستراليا والبحرين مما يجعل المنتخب الهندي بمثابة سمكة صغيرة وسط الكبار وبذلك لن يكون بمقدوره سوى التمسك بالتفاؤل.