أثارت الزيارة السرية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق أزمة سياسية كبيرة بين القوى العراقية ورئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان، فيما فشل رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي في تقديم قصة مقنعة لزيارة ترمب لهذه القوى التي خرجت بمواقف حادة تنتقد الموقف الرسمي لبلادها من عملية اختراق السيادة العراقية التي قام بها ترمب. ووحدت زيارة ترمب السرية للأنبار حيث مقر القاعدة الأمريكية، مواقف الفرقاء في العراق الذين أجمعوا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ردا على هذه الزيارة التي اعتبروها خرقا لسيادة بلادهم، مطالبين بإخراج القوات الأمريكية وطرد سفير الولاياتالمتحدة فورا. من جهته، حاول مكتب رئيس الوزراء العراقي، امتصاص غضب القوى السياسية العراقية بتأكيده أن السلطات الأمريكية أخطرت السلطات العراقية برغبة الرئيس الأمريكي زيارة العراق لتهنئة الحكومة العراقية الجديدة ولزيارة العسكريين الأمريكيين ضمن قوات التحالف الدولي الداعمة للعراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن الحكومة العراقية رحبت بالطلب. وأشار المكتب في بيان، إلى أنه كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي والرئيس الأمريكي، ولكن تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع. ولفت البيان إلى أن رئيس الوزراء العراقي، رحب بالرئيس الأمريكي بهذه الزيارة ودعاه لزيارة بغداد، كما دعا الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء لزيارة واشنطن، فيما اتفق الطرفان على الاستمرار بتوثيق العلاقات المشتركة بين البلدين. من جانبه، أعلن عضو هيئة رئاسة مجلس النواب حسن الكعبي عزم رئاسة البرلمان عقد جلسة طارئة لمناقشة خرق الرئيس الأمريكي للسيادة العراقية، فيما دعت كتلة سائرون جميع الكتل السياسية في البرلمان إلى إقرار تشريعات تخرج القوات الأجنبية من العراق، معتبرة أن زيارة ترمب تعد خرقا للسيادة العراقية وللأعراف الدبلوماسية ودليلا على الاستخفاف الأمريكي الواضح بالقوانين الدولية التي تربط علاقات الدول مع بعضها. وطالبت حركة عصائب أهل الحق بطرد السفير الأمريكي في بغداد دوغلاس سليمان ردا على زيارة الرئيس الأمريكي للبلاد والتي وصفتها بأنها انتهاك واضح لسيادة العراق. وقال المتحدث باسم الحركة ليث العذاري، إن زيارة ترمب انتهاك للسيادة العراقية، مشيرا إلى أن عدم لقاء ترمب بأي مسؤول عراقي دليل على الاستهتار بالإرادة العراقية وبالحكومة العراقية، داعيا السلطات العراقية لطرد السفير الأمريكي من بغداد فورا وإنهاء الوجود الأمريكي.