طوكيو - رويترز - قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس إن العراق «واثق من قدرة قواته الأمنية على السيطرة بمفردها على الوضع، بعد انسحاب القوات الاميركية من البلدات والمدن آخر الشهر الجاري، فيما أكد السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل أن «كل القوات ستنسحب من كل المدن بما فيها الموصل». وهناك مخاوف من أن لا تستطيع قوات الامن العراقية التصدي للعنف المتزايد قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل. لكن زيباري قال في مؤتمر صحافي خلال زيارته طوكيو إن الحكومة «واثقة من قدرة قواتها على تولي المسؤولية كاملة». ومن المقرر أن تنسحب القوات القتالية الاميركية التي غزت العراق عام 2003 من المدن بحلول 30 حزيران (يونيو) لتنتقل القيادة بذلك الى قوات الامن العراقية، بموجب اتفاق دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني. وتراجع العنف في العراق بعدما بلغ ذروته عامي 2006 و2007 لكن المقاتلين ما زالوا يشنّون هجمات. وقتل انفجار سيارة ملغومة في وقت سابق الشهر الجاري أكثر من 30 شخصا في الجنوب، كما قتل زعيم أكبر كتلة سنية في البرلمان. وقال زيباري إن الهجمات التي وقعت في الآونة الاخيرة لا تشكل خطراً. وأضاف أن المقاتلين يشنّون نحو عشر هجمات يوميا الآن بعد أن كانت البلاد تشهد حوالي 360 هجوما في اليوم من قبل. وجدد قلق العراق من الاضطرابات في إيران المجاورة بعد انتخابات الرئاسة المثيرة للجدل، مضيفا أن الدعوة للتغيير تأتي من داخل إيران وأن العراق يحترم رغبة الشعب الايراني. وقلّل زيباري من أهمية التوتر بين بغداد والسلطات الكردية حول الموارد النفطية ومستقبل كركوك وقال إنه لا يوجد انقطاع في العلاقات بين بغداد والسلطات الكردية. هذا وينهي زيباري زيارته لليابان الاثنين وسيلتقي خلالها رئيس الوزراء تارو أسو. في واشنطن، أعلن كريستوفر هيل الخميس ان الولاياتالمتحدة ستسحب قواتها المقاتلة من كل المدن العراقية بما فيها الموصل (شمال) آخر الشهر الجاري. وقال في مؤتمر صحافي، ردا على سؤال عما اذا كان الانسحاب من المدن سيشمل الموصل ايضا: «وقعنا اتفاقاً ونحن نحترمه بشكل مطلق وكامل»، في اشارة الى الاتفاق الأمني بين العراق وأميركا. وينص على ان تنسحب القوات الاميركية على ابعد حد في 30 حزيران من المدن وهي مرحلة اولى قبل الانسحاب التام المقرر نهاية 2011. وقال هيل: «ما يجب ان نفهمه هو ان قواتنا المقاتلة انسحبت اصلا من معظم المدن». واضاف ان الموصل «ليست تجربة لا نعرف كيف ستسير الامور» فيها. لكنه زاد: «تركنا الافضل الى النهاية، بغداد والموصل»، موضحا انه شعر ب «كثير من التوتر» خلال زيارة قام بها قبل اسابيع لهذه المدينة. وتابع ان الاكراد والعرب السنّة والمسيحيين يشعرون بالقلق «مما ستكون عليه الحياة في المستقبل» لكن «الطريق للتقدم» هو الحوار السياسي. واشار الى تراجع العنف في العراق. وقال: «اذا نظرتم الى مستويات العنف سترون تراجعا واضحا. لا أرى ميليشيات جديدة أعيد تشكيلها. ما زالت هناك ميليشيات لكن لا زيادة فيها بالتأكيد».