على خلفية خلافاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول سحب القوات من سورية ونصف الجنود من أفغانستان، أعلن زير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بشكل مفاجئ أمس (الجمعة)، استقالته من منصبه في نهاية فبراير القادم، فيما قال ترمب إن ماتيس «تقاعد»، وأنه سيعلن قريباً عن اسم وزير الدفاع الجديد، وكتب في تغريدة على (تويتر) «خلال السنتين الماضيتين، ساهم ماتيس في تطوير العتاد العسكري وساعدني كثيراً في جعل بعض الدول تدفع ما يجب أن تدفعه لقاء حصولها على خدماتنا العسكرية». فيما رد ماتيس وقال «إنه تنحى حتى يتمكن ترمب من تعيين وزير دفاع أفكاره متقاربة معه». وفي رسالة إلى ترمب تكشف عن عمق الخلافات بين الرجلين قال ماتيس «لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة إليّ أن أتنحى عن منصبي». وكان ماتيس نفى في سبتمبر الماضي، التقارير التي تشير إلى أنه قد يغادر إدارة ترمب في الشهور القادمة، قائلا «لن أتعامل معها بجدية على الإطلاق». في غضون ذلك، تدرس الإدارة الأمريكية بفاعلية الخطط الرامية إلى خفض عدد قواتها في أفغانستان بشكل كبير، التي يمكن أن تبدأ في غضون أسابيع عدة، بحسب ما نقلت صحيفة «ذا وول ستريت» عن عدد من المسؤولين الأمريكيين. وذكرت أن أكثر من 7 آلاف جندي أمريكي سيعودون من أفغانستان. وتنشر الولاياتالمتحدة حالياً نحو 14 ألف جندي يعملون مع مهمة قوات حلف شمال الأطلسي لدعم القوات الأفغانية، أو في عمليات خاصة لمكافحة الإرهاب. وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من سحب القوات الأمريكية من سورية. ووصفت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أمس، قرار سحب القوات الأمريكية من سورية بأنه «فادح للغاية»، وقالت «لا نتفق مع التحليل بأنه تم القضاء على «داعش»، والمهمة لم تنته». وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن أنقرة ستؤجل عملية عسكرية مقررة شمال شرقي سورية، وأن الحملة ستبدأ في الشهور القادمة ورحب -بحذر- بقرار واشنطن سحب قواتها من هناك. وأوضح أن مكالمة مع الرئيس ترمب جعلته ينتظر قليلا بشأن عملية شرقي الفرات لكن فترة الانتظار ليست مفتوحة. فيما حذرت مسؤولة الذراع السياسية لقوات سورية الديمقراطية، إلهام أحمد، من أن هذه القوات، قد تضطر للتوقف عن قتال «داعش» إذا أجبرت على إعادة الانتشار لمواجهة هجوم تركي محتمل، مضيفة أن الإبقاء على احتجاز مقاتلي «داعش» قد يصبح أمرا صعبا.