الاحتراز والحيطة يقتضيان استباق الحدث وفق التوقعات الطبيعية، باتخاذ اللازم لمنع حدوث النتائج المتوقعة عند سقوط الأمطار وجريان السيول. ومن أبسط قواعد الاحتراز دراسة «مناسيب» الأرض والعمل على ضبطها عند القيام بأعمال البنية التحتية والفوقية. ويتطلب ذلك إسناد التنفيذ إلى مقاولين مؤهلين وعدم السماح لهم بتسليم العمل إلى مقاولي «الباطن» إلا بمعرفة وعلم وموافقة الجهات المعنية وبعد التثبت من أهليتهم وفق المعايير المتّبعة، مع وجود مشرفين مؤهلين أثناء التنفيذ ومراقبين من المواطنين متفرغين على مدار الساعة لضمان التنفيذ السليم. ولتحقيق كل ذلك، لابد من وجود برنامج قياس مخصص للمقاولين ولأصحاب «الحرف والمهن والأشغال والأعمال» وبحيث لا يتاح لأي أحد مزاولة عمل وحرفة، إلا بعد حصوله على شهادة اجتياز للمهنة التي يزاولها؛ لأن لكل حرفة قواعد وأسسا يجب الإلمام بها والتدريب عليها سواء التمديدات الكهربائية المنزلية أو السباكة وأعمال التشطيبات. وأقترح إنشاء مراكز «الاختبار والتأهيل» المماثلة لمراكز «الفحص الدوري» للمركبات، فليست المركبات فقط هي التي تحتاج لفحص، بل يجب أن يطبق ذلك على كل نشاط يزاوله الإنسان في كسب رزقه، وفي العقود الماضية كان هناك «شيخ» لكل مهنة من المهن ولا يُسمح لأحد بمزاولتها إلا بموافقة الشيخ، الذي يختبره ويتأكد من أهليته، ولابد من تطبيق ذلك الآن وبأسلوب عصري، حتى تستقيم الأمور. وبتطبيق ذلك لن نجد أحدا ينتظر على الأرصفة وتحت الكباري وأمام محلات مواد البناء مدّعياً إجادته لمهنة ما دونما إثبات، فلا بد له من حصوله على «شهادة» الاجتياز من مراكز التأهيل، ومع «الشهادة» الرخصة التي تؤهله للحصول على بطاقة الإقامة، وبذلك نقضي على العمالة «السائبة» والمخالفة ونضمن حصول المواطن على الخدمة الصحيحة والمضمونة؛ لأن كل عامل سيكون مرتبطا بالمرجع «مكتب» أو «إدارة» اللذين عن طريقهما يتم طلب العامل للقيام بالعمل وكذلك ضمان ما بعد التنفيذ. هناك فارق زمني يسبق هطول الأمطار وبالإمكان استباق الحدث بالتحقق من ضبط «مناسيب» الشوارع والأسفلت والأرصفة وفتحات تصريف السيول والمياه المتدفقة عند هطول الأمطار وبحيث نمنع انجراف المركبات وطبقة الأسفلت الناتج من انجراف التربة التحتية. فلا عذر لنا في تكرار حوادث الانجرافات والغرق وتجمع مياه الأمطار مع كل زخة مطر ونحن نتمتع بالعلم والمعرفة بوجود آلاف المهندسين بمختلف تخصصاتهم وبوجود الهمة والتخطيط الهادف السليم، شريطة أن يتميزوا بالكفاءة. [email protected]