أحسنت المملكة صنعاً بردها على موقف مجلس الشيوخ الأمريكي الذي عبر عنه تصريح المصدر السعودي المسؤول، كان ضروريا أن يصدر هذا التصريح وبتلك اللغة المباشرة الواضحة الحازمة والحاسمة لموقف المملكة لأنه بالإضافة إلى كونه موقفا رسميا فإنه يعبر عن موقف المواطن السعودي أيضا الذي لا يقبل التجاوز على وطنه ودولته لأنه يريد أن ينتمي إلى وطن قوي له كرامته وسيادته، ويحرص أن يمثل وطناً محترماً سواء كان داخله أو خارجه، فقوة المواطن والاحترام الذي يتوق إليه مستمد من قوة وطنه واحترام الآخرين له. مجلس الشيوخ الأمريكي بموقفه وما تضمنه من تجاوزات على السيادة السعودية وتدخل في شؤونها الداخلية بلغ حد التعرض لقيادتها والتطاول على مواقفها وسياساتها استناداً إلى ادعاءات واتهامات غير صحيحة يمثل دليلا جديدا على عنجهية وغرور العقلية السياسية الأمريكية التي يمثلها الكونجرس كأحد أهم أذرعتها، والتي ما زالت تعتقد أنها تدير العالم بأكمله كتابع لها وأن كل الدول مجرد ملحقات بأمريكا أو مستعمرات لها، وليتها حين تتخذ مثل هذه المواقف المتجاوزة تستند إلى حقائق ومعلومات مؤكدة، لكنها تختلق الأكاذيب والفبركات لتجعل منها مسوغات لما تريد الإقدام عليه، وما زال لنا شاهد ودليل مهم في كذبة الاعتداء على العراق واحتلاله بذريعة وجود سلاح نووي ليتضح لاحقا أنها معلومات غير صحيحة باعتراف أمريكا نفسها وحليفتها بريطانيا، وإذا كانت قد مررت أمريكا مثل تلك الكذبة لتدمر بلداً بأكمله وتسلمه للتنظيمات الإرهابية فإن الأكاذيب لا تنطلي على العالم بشكل دائم وليس كل الدول ترضى بتسليم مصائرها بالبساطة التي يعتقدها مجلس الشيوخ الأمريكي. لقد عبرت المملكة عن أسفها لعدم احترام المجلس لعلاقة تأريخية مع المملكة التي قامت ولا تزال بأدوار تأريخية مهمة لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم الإقليمي والعالمي واستقرار الاقتصاد وبناء علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي، ومثل هذا الموقف من مجلس الشيوخ لن يخدم علاقة أمريكا مع دولة لها وزنها وتأثيرها واحترامها في العالم العربي والإسلامي وكل الدول المؤثرة في العالم.