تشهد قوى التغيير في العالم حراكا ضخما، يفتح آفاقه الواسعة من خلال التحول الرقمي، والتقدم السريع في كافة مجالات الحياة، مما جعل لدى الإنسان رغبة في تسارع أكثر، يوفر عليه عناء الجهد والوقت، ويحقق له المزيد من الدقة والإتقان. مفهوم التقنية الناعمه برز ليؤطر عمل البرامج الحاسوبية، وخلق مساحات حرة للتخاطب السريع، وإدارة دفة الإنجاز للكثير من الأعمال في أقل وقت ممكن، وأثر ذلك على طباع جيل القرن 21 وتصرفاتهم بل وحتى رغبتهم الجامحة في تغيير كل شيء بتسارع كبير. وواكب ظهور التقنية الناعمة أهمية وجود المهارات الناعمة التي من شأنها تعزيز مهارات جديدة لدى الموظف لإنجاح عمله ومؤسسته التي يعمل بها، ويأتي هنا دور الفرد تجاه نفسه لتنمية تلك المهارات، ودور المؤسسات والمجتمع لتوفير التدريب على تلك المهارات ونشر ثقافتها بشكل واسع لخلق إمكانات بشرية معاصرة تواكب التغيير. التعليم الرسمي للعديد من الدول بدأ يدرك حجم المنافسة، وتنامى إليهم الشعور بإمكانية سحب البساط من المنهج والمقرر إذا لم يتداركوا الموقف، كون التقنية أصبحت منهجاً حراً، بدأت صناعته الشركات الماهرة وتعمل على توطينه لمن يرغب ويدفع، بمعنى أنها «استثمار وتعليم» ولم تبدأ من حجرات الدرس وفصوله، وهذا يجعلنا نعيد النظر في طريقة التعامل مع التقنية وتعلمها وتعليمها، لاسيما وهي لا تقبل التأطير ووضعها في قالب واحد. وهناك مساهمات لبعض المؤسسات التعليمية في ترسيخ جزء من المفاهيم التقنية لبعض برامج مهارات القرن 21 التي اعتمدت على المهارات الناعمة من مفاهيم التنظيم والتعاون والتفكير الناقد وإدارة الأزمات وحل المشكلات وإتقان فن التواصل بتغيير شكل المشاريع التي تطلب من الطلاب أثناء دراستهم. السؤال الأبرز هنا هل نحن نهيئهم لسوق العمل باحتراف ونساهم في تأصيل الخبرة المعلوماتية والمهنيه ورفع سقف الجودة التعليمية، بما نقدمه وننقله وندفع من أجله الكثير، أم أننا مازلنا نلقن ونتحدث عن التغيير، الأمر يحتاج إلى متابعة!