تشرفتم بثقة ولي الأمر أيده الله بتكليفكم في هذه المناصب، ثقةً في قدراتكم المهارية وخلفياتكم العلمية وخبراتكم الوظيفية عبر مسيرات علمية وعملية حافلة بالتميز، ما يجعل الجامعات الناشئة وافرة الحظ، باختياركم فرساناً مؤتمنين لنهضتها وتطورها، ونتطلع أن تكون تلك الجامعات فريدة من نوعها. فالجميع يرجو أن يصدق فيه قول الشاعر: وإني وإن كنت الأخير زمانهُ... لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ نحلم فيما نعتقد أنه سيتحقق، أو بدأ يتحقق لدى البعض، أن نرى تلك الجامعات تسابق الزمن، وتقفز في سلم الترقي والإنجاز العلمي والتعليمي، لتسبق غيرها ضمن المنافسة الشريفة، وأنتم أهل لتمكين جامعاتكم من ذلك عبر العناية بالنشر العلمي المتميز في وسائط مرموقة من المجلات العلمية المصنفة، وتشجيع منسوبي الجامعات على ذلك، والتزام الباحث بكتابة اسم جامعته، وفي الاستعانة بأشخاص لديهم الكفاءة والخبرة من جامعات عريقة بالتكليف أو الإعارة لدورة واحدة على الأقل في بعض المهام مثل مناصب وكيل جامعة أو عميد لعمادات نوعية، منفعة كبيرة تساعد في تكوين فريق عمل قادر على تنفيذ الرؤى والتطلعات بجدارة، من خلال استثمار تجارب أكثر من جامعة من الجامعات السعودية قديمة النشأة، لاسيما التي تكون ضمن الجامعات الأفضل في التصنيفات الأخيرة. ويجدر التأكيد على أهمية العناية بمكتبة الجامعة المركزية، باعتبارها المصدر الأهم في دعم العملية التعليمية والبحث العلمي في الجامعات، من حيث مناسبة موقع المبنى والتصميم المتوافق مع مهام ووظائف المكتبة، وفق معايير قبولها كمكتبة جامعية، إضافة إلى العمل على تزويدها بالمراجع وكتب المقررات المناسبة للتخصصات التي تدرس في الجامعة، ويتوج ذلك توافر مصادر المعلومات الإلكترونية سواء عبر المكتبة الرقمية السعودية أو من خلال الاشتراك الفردي في قواعد المعلومات التي تنفرد بعض الجامعات بتخصص محدد فيها. ويعكس الاهتمام بمعايير الاعتماد المؤسسي للجامعات المستوى الأكاديمي للجامعة محل التقييم كمؤسسة أكاديمية معتبرة، أو أنها بحاجة لمعالجة بعض مكامن النقص، فهو مرآة تعكس جودة الجامعة أكاديمياً، ومن ذلك العناية بالنشر باللغة الإنجليزية، أو بكتابة البيانات الببليوجرافية وملخص البحث بالإنجليزية للبحوث العربية والحرص على النشر في مجلات عالمية مصنفة وتفعيل مشاريع النشر المشترك مع أساتذة مميزين. ويساعد العناية بالمظهر الرقمي للجامعات الناشئة من خلال مواقعها على شبكة الإنترنت الجامعات، لتقفز قفزات تردم من خلالها الفجوة الزمانية وعدم اكتمال البنية التحية من مبانٍ وتجهيزات ونحوها، عبر ما توفره البيئة الافتراضية من إمكانات هائلة تغني عن بعض الأعمال المادية التي تتطلب جهداً ووقتاً وأموالاً طائلة. وفي خدمة المجتمع تحقيق لشراكة مجتمعية عملية عبر برامج التدريب والتثقيف وغيرها من وسائل التواصل التطبيقية مع المجتمع الذي توجد فيه الجامعة وهو أحد أهدافها الرئيسية، وتعتبر كراسي البحث من المجالات التي تستثمر فكر وقدرات أعضاء هيئة التدريس وتتيح لهم الفرصة، لتطبيق أفكارهم وما لديهم من تجارب عبر مشاريع البحوث في كراسي البحث، ولذا فلابد من توجيه القدر الكافي من الاهتمام والعناية بكراسي البحث وتغطيتها مالياً بما يكفي لنجاحها. والكثير من الجامعات في العالم، وفي بلادنا حفظها الله لديها أوقاف تسعى لخدمة أهداف الجامعة وتحقيق الاستدامة المالية ورفد جهود التشغيل الذاتي فيها، وربما تتفاوت قدرات وظروف الجامعات الناشئة ولكن الفرصة متوافرة لتفعيل الأوقاف في خطط الجامعات الناشئة.