ما نعني بأرواحنا أمانة؟ الروح وعلمناها، أما الأمانة ما تعني؟ تعني المحافظة على ما أُودِعَ لدينا من كل أذى، وحماية الأمانة بكل ما أوتينا من طاقة والحفاظ عليها كما هي إلى أن تُرد إلى مالكها. الحياة عطية الله لنا والروح هي أمانة الله لدينا. لكن هناك فينا من لم يصُنها بشكلٍ جيد لم يعاملها كما يليق بأمانة الله، بل جازف بها في المخاطر، ورمى بها وسط السيول، إما بواسطة سيارته أو رمى بها مجردةً، فإما يلقى حتفه أو يصابُ بأذى ويدخل إلى المستشفى أو ينقذه الله فيكون الحظ حليفه. جميعنا شهدنا في هذه الأيام الرحلة المطرية التي جالت مملكتنا الغالية بفضل الله، وجميعنا شاهدنا البعض -في وسائل التواصل الاجتماعي- والسيول تجرفهم، لكن لِمَ المخاطرة بأرواحكم أيها الأحبة فأنتم أبناؤنا وأحبتنا؟ إن تكن أرواحكم قد رخصت بعيونكم فهي والله غالية لمن أنجبوكم وأحبوكم. كفاكم مجازفةً وعبثاً بها ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، ولا تجعلوا فرحة المطر تتحول لحزنٍ، ولا تجعلوا المطر رمز شؤمٍ لنا، لا تجعلوه يذكرنا بمأساتنا في كل مرةٍ يهطل فيها. أحبوا أرواحكم، احموها وحافظوا عليها، فنحن بحاجتكم وأرواحكم لا تهون علينا. ولتكونوا خير حافظين للأمانة.