إن الديربيات في كل العالم لها طابعها الخاص، والديربي المنتظر في 25 نوفمبر قد يكون مفترق طرقٍ لفريقي الأهلي أو الاتحاد، فإما أن يواصل الأهلي عروضه القوية هذا الموسم رغم الخسارة الأخيرة من القادسية، ويستمر الاتحاد في سكة التائهين، أو تكون بداية تصحيحية في العميد وانطلاقة حقيقية له هذا الموسم، فالكبار حين يتعثرون لا يعودون إلا من بوابة الكبار، هكذا تفعل كرة القدم في بعض أحوالها، لكن المؤكد أن ديربي الغربية هذه المرة سيكون مختلفًا تمامًا بعد أن سخّن أجواءه رئيس هيئة الرياضة وتفاعل معه رئيسا الناديين وأعضاء مجلس إدارتهما. أما في العاصمة الرياض سيكون ديربي النار، الديربي الذي سيكون مختلفًا في كل شيء، في قوته وإثارته وظروفه التي هي بالتأكيد أفضل من ظروف ديربي الغربية، فدوافع المنافسة في الرياض بعيدة عن أنها تاريخية هي منافسة على صدارة الدوري، أما في الغربية الوضع مختلف، فالاتحاد أصبح خارج المنافسة على بطولة الدوري والتنافس هو تاريخيّ فقط وتضميد للجراح. في موقعة 8 ديسمبر المنتظرة أعلن رئيس الهلال التحدي أمام مدرجه، والتزم رئيس النصر الصمت هذه المرة، لم يتحدث عن «سمك القرش»، ولم يرد بشيء، فقد اكتفى بالنظر إلى ساعته، وتفحص الوقت جيدًا، وأدرك أن هناك متسعًا من الوقت لتصحيح ما يجب تصحيحه، وأعلن إقالة كارينيو، تمهيدًا لمدربٍ جديدٍ، فرض الانضباط من جديدٍ في التدريبات لفترتين صباحيةٍ ومسائيةٍ، فلن يأتي النصر إلا بالعمل الجاد، لا يريد أن يخسر، ولا يريد أن يغضب منه مدرج النصر، ولا يريد أن يقال خسر لقلة خبرته، بينما انتصر الهلال بفضل خبرة رئيسه، جميعها تفاصيل درسها رئيس النصر، ومازال يمعن النظر في بعضها، فالخسارة هذه المرة ستكون مؤلمةً، وله سيكون ألمها كبيرًا. إننا ننتظر هذا الديريي بشغفٍ ولا نعلم مَن منهما ستكون له الكلمة، لكن الأكيد أن الجوانب الفنية غير كافيةٍ لفوز أحدهم على الآخر، فالهلال لن يتجاهل قوة النصر، والنصر لن ينسى أن الهلال يتربع على صدارة الترتيب، وحتى يحتل هذه الصدارة سيكون عليه لزامًا إسقاط الهلال. كل الظروف تسير إلى أن تجعل من هذا الديربي المنتظر محطَّ أنظار العالم العربي، ولن نبالغ إذا قلنا أن ديربي العاصمة الأكثر انتشارًا بين العواصم والمدن العربية، ويعتبرونه ديربي المملكة.