تحت هذا العنوان ألف الأستاذ مساعد حمزة القوفي عضو المجلس المحلي بمحافظة أملج كتابه البديع عن هذه المحافظة الشمالية الساحلية الجملية، حيث أشجار السمر المعمر والجبال الشاهقة والواحات الخضراء والشواطئ الرملية الناعمة والخلجان المتداخلة وكونها محطة للطيور المهاجرة من قارة إلى قارة. وقد استعرض المؤلف تاريخ أملج عبر العصور فقد كانت قبل الميلاد تابعة لدولة الأنباط الذين اتخذوا مدينة البتراء بالأردن عاصمة لهم، ثم سيطر الرومان على مينائها لفترة طويلة. أما في العصر الإسلامي فقد جاء ذكرها في الأحاديث النبوية والتاريخ النبوي، كما شهدت أملج معركة بحرية عظيمة بين جيش صلاح الدين الأيوبي بقيادة أخيه العادل الأيوبي وبين جيش الصليبيين، فكان النصر للجيش الإسلامي على الرغم من قلة عدده وعتاده مقابل جيش الصليبيين، وكانت أملج الحوراء محطة للحجاج القادمين من المغرب ومصر وذكرها رحالتهم في كتبهم التي ألفوها عن رحلاتهم إلى الديار المقدسة، وفي ذلك يقول الشاعر: جئنا إلى الحوراء وهي محطة فيها الأراك نزاهة للرائي ناديت خلي قف بها متأملاً وانظر لرملٍ مُغْمرٍ بالماء وفي نهاية القرن الثالث عشر الهجري شهدت أملج حوادث جسيمة نتيجة ضعف قبضة الدولة العثمانية وتحولها إلى «رجل مريض»؛ فكان الصراع على أملج بين العثمانيين من جهة وحكام مكة الأشراف من جهة أخرى وتمرد قبائل أملج على الحاكم التركي من جهة ثالثة وتدخل الأسطول البريطاني لدعم الأشراف للسيطرة على أملج عام 1334ه 1917م. وعندما يأتي ذكر البحر ورجاله يقدم لنا المؤلف باقة من صراع الإنسان مع الأمواج من أجل لقمة العيش وحكايات الناجين الذين رووا ما واجهوه من أهوال مترحمين على رفاق لهم رأوهم يغرقون أمام أعينهم دون أن يتمكنوا من فعل أي شيء لهم. وحسب ما جاء في الكتاب فإن المحافظة تعج بالأماكن السياحية البرية والبحرية التي تجعلها مستحقة للتطوير لتصبح ذات يوم وجهة سياحية عالمية، شاكراً للمؤلف جهده الكبير وهديته القيمة. * كاتب سعودي